نعود للحديث عن الفاجعة التي حلت بالحجاج المسلمين بمنى و مصير الحجاج المغاربة الذي ظل جزء مهم منه غامضا إلى الآن لنتساءل عن دور الوفد الرسمي للحجاج المغاربة؟ المؤكد أن الوفد الرسمي للحجاج المغاربة الذي يضم عادة ممثلين عن قطاعات حكومية كثيرة من مسؤوليته رعاية مصالح الحجاج المغاربة، وأنه بقدرما يكون هدف أعضاء الوفد القيام بفريضة الحج فإنه يكون من واحبهم أيضا الوقوف على كل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بشؤون الحجاج المغاربة. الذي حدث أثناء وبعد وقوع الكارثة التي أزهقت أرواح أبرياء بسبب خطإ في التنظيم أنه لم يظهر أي أثر للوفد الرسمي للحجاج المغاربة، ولم نسمع عنه أي خبر، والمعطى الوحيد الذي تأكد هو أنه لا يوجد أي عضو من هذا الوفد الرسمي ضمن لائحة القتلى ولا الجرحى ولا المفقودين. ولم يظهر أثر لرئيس الوفد الذي هو عضو في الحكومة اللهم من خبر يتيم نشره موقع ما يقول بأن رئيس الوفد كان يطوف بين المستشفيات بحثا عن مصابين من الحجاج المغاربة. الوفد الرسمي للحجاج المغاربة كان الأولى أن يتابع تطور الأوضاع ببلاغات للرأي العام وليس وزارة الخارجية التي تعاملت بطريق الشح في المعلومات، وكان على رئيس الوفد أن يجري اتصالات مكثفة مع المسؤولين السعوديين وأن يحتج عليهم إذا ما لاحظ تهاون أو إهمال، وكان عليه أن يخبر الرأي العام أول بأول. لأن رئيس الوفد هذا لم يكن في رحلة سياحة مولها من ماله الخاص ولكنه كان هناك في مهمة رسمية مولت من المال العام وانيطت به مسؤولية رعاية شؤون الحجاج المغاربة. مع الأسف خاب الظن من جديد وتأكد الآن أن إرسال وفد رسمي إلى الحج من عدمه سيان، وأن أعضاء الوفد ينتهزونها فرصة لأداء مناسك الحج والتبضع من الأسواق السعودية، أما الحجاج المغاربة فكان ولا زال وسيطل معهم الله سبحانه وتعالى.