يهمنا في الخبر الذي أفاد بأن حركة أزواد المالية اتهمت رسميا و بالوضوح الكامل السلطات المغربية بالتورط في الحدث الإرهابي الخطير الذي اقترفه إرهابيون في العاصمة المالية باماكو خلال الأيام القليلة الماضية خلفياته ودلالاته. فلا أحد في العالم سيصدق هذا الإتهام المجاني، لأن الرأي العام العالمي يعلم أن دولا غربية كثيرة تتسابق للتنسيق الإستخبراتي مع المغرب لمواجهة الخطر الإرهابي، ويعلم هذا الرأي العام بمصداقية المغرب في هذا الصدد، لكن وبكل تأكيد فإن لهذا الخبر خلفيات وقراءات. فدولة مالي تحولت إلى ساحة للتنافس والمبارزة ما بين المغرب والجزائر، وهذه الأخيرة ليست مستعدة بالسماح للمغرب بأن يأخذ له موقعا متقدما في القاعدة الخلفية لها، لذلك فهي مستعدة للعب جميع الأوراق وتسخير جميع الإمكانيات للحيلولة دون تحقيق المغرب لهدفه. هذا معروف ولا يضيرنا في شيء ولا يمكن أن ننتظر من حكام الجزائر غير هذا، ولكن يهمنا هنا أن نشير إلى ما يمكن أن نسميه بالخطإ الإستخباراتي المغربي. ذلك أن المغرب سبق له أن استضاف شيخا من شيوخ أزواد المالية وقدم لأعلى سلطة في البلاد وفهم آنذاك أن المغرب تمكن من القبض برأس خيط مهم في الأزمة المالية، واتضح الآن بعدما اتهمت حركة أزواد المغرب بالتورط في الأحداث الإرهابية التي استهدفت باماكو أخيرا، أن قادة حركة أزواد استغلوا تقربهم من المغرب لتقوية موقعهم التفاوضي مع المخابرات الجزائرية للحصول على مكاسب مالية وغنائم أخرى. أعتقد يجب الإستفادة مما حدث مع هذه الحركة وإعادة النظر في التعامل مع الأطراف المعنية بالأزمة المالي .