أخبروا الرأي العام بالذي يحدث فيما يتعلق بقضيته الوطنية الأولى. أحداث كثيرة ومعطيات متشابكة و وزارة الخارجية المغربية تكتفي «بتقطير» بعض الكلمات في بيان بئيس نشرته على موقعها على الأنترنت، والرأي العام يعيش إرتباكا وحيرة حقيقيتين لا يفهم ما يجري وما يقع. فروس عاد للقيام بجولة جديدة في المنطقة بدأها من الجزائر التي احتفلت به و حظي بإستقبال الرئيس الجزائري المريض عبد العزيز بوتفليقة ونظم ندوة صحافية هناك عبر فيها عن تشكراته للجزائر. وجاء المسؤول الأممي بعد ذلك إلى الرباط واقتصر الإهتمام به على وزيري الخارجية في حكومة عبدالإلاه بنكيران، ومن الرباط سينتقل روس إلى إسبانيا وموريطانيا. وهذه ليست الجولة الأولى للمسؤول الأممي في المنطقة، بل إنها المرة الثالثة أو الرابعة دون أن يمل أو يكل. واجتمع مجلس الأمن وتدارس التطورات وأوصى بما أوصى به. وسال مداد كثير حول مضامين المباحثات التي أجراها روس خلال كل هذه الجولات، ولاكت الألسن أحاديث عن تقديم المسؤول الأممي إقتراحات جديدة في شكل فدرالية أو كنفدرالية، وأن مواقف أطراف النزاع تباينت إزاءها. موازاة مع كل ذلك، فإن كل ما يعلم به الرأي العام الوطني هو أخبار سفريات المسؤول الأممي وتنقلاته المتعددة ما بين الرباطوالجزائر وتندوف وإسبانيا وموريطانيا وفي أحايين أخرى باريس ولندن، ويطلع على صور الاستقبالات الرسمية وهذا الرأي العام يدرك جيدا أن روس لا يقوم بكل هذه الزيارات للسياحة ولا للنزهة، ولا ليكتفي بإلتقاط صور له مع المسؤولين في المنطقة ليزين به ألبوم صوره الشخصي بل الأكيد أن هناك ما استوجب القيام بهذه الجولات المكوكية وهناك ما يبرر كل هذه الحركية. هل يقتنع الجميع أن قضية الصحراء ليست قضية حكومة أو جهاز ما، بل إنها قضية المغاربة قاطبة، بل إنها قضيتهم الأولى؟ ولهذا الشعب أحزابه ونقاباته ووسائل إعلام تتكلف بنقل المعلومة، وله ممثلوه في البرلمان، كل هؤلاء لا علم لهم بما يجري في هذه القضية، وإن المعلومة مخبأة في جيب شخص أو في صندوق جهاز من الأجهزة. وعلى كل هؤلاء إنتظار وقوع الأزمة ليتم الإستنجاد بهم كما حدث مؤخرا بالنسبة للسويد. هذا تدبير يسيء كثيرا لقضية وحدتنا الترابية ويضر بها لأنه يفصل الشعب المغربي عن قضيته الأولى ويمكن جهة واحدة من الإستفراد بالقضية. هذا لم يعد مقبولا ياسادة فقضية الشعب، يجب أن تكون فعلا قضية شعب وليست قضية شعب حينما تحتاج جهة ما، إلى هذا الشعب لتخليصها من ورطة أو لمساعدتها على تجاوز أزمة من الأزمات.