نظم بيت الصحافة بطنجة لقاءا تكريميا للأستاذ عبد الحق المريني مؤرخ المملكة، الذي قال في حديث نوستالجي عن طفولته وشبابه، إنه كبر في بيت محافظ جدا، في الفترة بين أواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات، وأنه نسخ القرآن بيده على مدى 4 سنوات، تلقى خلالها أيضا دروسا في اللغة العربية في البيت. حديث المريني جاء خلال احتفالية أدبية، اليوم الأربعاء الماضي ، احتفت بمسار مؤرخ المملكة الدكتور والأديب، وذلك بمبنى ابيت الصحافةب بمدينة طنجة، حيث تحدّث عن رغبته، وهو شابّ، في أن يكون جنديا في الجيش المغربي، مؤكدا أن أهمّ حدث جعله يهتمّ بتاريخ المغرب هو حُصوله على نقطة 9 من 10 في الشهادة الابتدائية، بعد أن امتحنه أبو بكر وبعد كلمة ترحيبية لسعيد كوبريت، رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة، ثمّ وصلةٍ موسيقية مع الفنان المغربي عبد الفتاح النكادي، تمّ استعراض مسار المؤرخ من خلال بورتريه صوتيّ قامت بإعداده مؤسسة بيت الصحافة خصّيصا لهذه المناسبة الاحتفائية. وفي شهادةٍ له بالمناسبة، أشاد عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، بالمستوى الإنساني والمعرفي للمُكرَّم، معتبرا إياه من أهم من كتبوا سيرة الإخلاص والوفاء للوطن، دون أن تُثنيه انشغالاته الإدارية عن البحث والتأليف، مؤثثا بذلك لحضور موسوعي مضيء ايعكس في العمق مدى حداثته وانفتاح فكره وسداد تأملاته في سبيل ترسيخ هوية المغرب الثقافية واللغوية والدينية والاجتماعيةب،. محمد برادة، المسؤول عن جمعية غوتنبرغ الألمانية - فرع المغرب، أبرز على أن الجانب الشعري في شخصية عبد الحق المريني قرّبه منه أكثر، خصوصا أن الوطن حاضر دائما في اشعر الجهادب لديه، مشيدا بالتبسيط الذي يلجأ إليه المريني في سبيل تعميم المعرفة وجعلها في متناول الجمهور، مؤكدا وفاءه لأستاذه االذي سيبقى في ذاكرة اهتمام المغاربة جميعاب. وجاءت شهادةُ الشاعرة وداد بنموسي عبارة عن رسالة وجهتها للمريني، شاكرةً إياه، خصوصا، على تأليفه لكتاب ادليل المرأة المغربيةب بكل حمولته التي أنصفت المرأة في جميع ما قدمته للوطن منذ فجر الاستقلال، إضافة إلى كتابه الذي ألّفه عن أول طيارة في العالم العربي الراحلة اثريا الشاويب، والذي قضى عاما كاملا في تأليفه، إضافة إلى الحوارات والمواضيع والبحوث العديدة المُنصفة للمرأة. الإعلامي محمد بوخزار قال إن محبةَ المُكرَّم انتقلت له عدواها من خلال زميل حدثهُ عنه، متسائلا كيف كان يحلم المريني بأن يكون جنديا في الجيش المغربي وهو المعروف بهدوئه ووداعته، قبل أن يعرف أن الحسّ الوطني هو الدافع وراء ذلك، مستشهدا بما فعله عبد الحقّ المريني عند عودة الملك محمد الخامس حيث حمل الكاميرا وجاء إلى الرباط ليصوّر الحدث انطلاقا من رغبة شخصية. وأشاد عبد الإله التهاني، مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الاتصال، بتواضع ضيف الأمسية الذي اعتبر أنه ايتضايق من عبارات الثناء والمديح ولا يقبل الحديث عن مؤلفاته إلا تحت الإلحاحب، مشيدا بروحه الوطنية وبدعمه له الدائم من أجل المواصلة في مساره الإعلامي، وبعددٍ من صفاته الشخصية؛ كالتواضع والنظام الصّارم والدقّة والحزم المشوب بالرّفق، إضافة إلى القدرة على الحفظ والحكمة في أوقات الشدة. وكشف التهاني أن أمينة المريني، أخت عبد الحقّ المريني، أهدت مكتبة زوجها المفكر الراحل االمهدي المنجرةب إلى المكتبة الوطنية في الرباط، سيراً على درب أخيها المؤرخ.