الآن يتضح أن السلطات المغربية مارست ظلما ما بعده ظلم في حق السيد كريستوفر روس الذي لم يكن يخفي تعاطفه الواضح مع أطروحة الإنفصاليين . الآن يتضح أن الرجل كان يقوم بما يأمره به الذي كلفه بالوساطة في هذا النزاع المفتعل . لم يسبق لأي مسؤول أممي أن وصف استعادة المغرب لأقاليمه الجنوبية بالاحتلال . و لم يسبق لتوصيات و قرارات مجلس الأمن الدولي أن نعتت الوجود المغربي الشرعي في أقاليمه الجنوبية بالاحتلال إلى أن جاء هذا الرجل المسمى بان كي مون الذي قد يكون خطط للتستر عن فشله الذريع في إيجاد تسويات للعديد من الأزمات الملتهبة و المدمرة في العديد من أقطار المعمور بافتعال زيارة لمنطقة لا تعرف نفس الوضع المأساوي . بان كي مون تجرد من الحيادية اللازمة في مثل هذه الحالات و ارتمى في أحضان طرف من أطراف النزاع المفتعل و حينما يفعل ذلك فإنه يفتقد للشرط اللازم في الوساطة و التحكيم . تو بالتالي فإن بان كي مون بهذا الخروج المخدوم لم يعد مؤهلا للإشراف على تدبير هذا الملف .ولذلك لم يعد أمام الرباط غير طلب تجميد الإشراف الأممي على هذا الملف إلى حين نهاية ولاية هذا الرجل ورحيله عن الأممالمتحدة. ولهذا المطلب ما يبرره .فبان كي مون سيقدم تقريرا جديدا أمام مجلس الأمن تخلال الأسبوع الأخير من الشهر القادم. تو الأكيد أن التقرير سيكون منحازا وقالها بصريح العبارة ناطقه الرسمي ، مما قد يشكل تهديدا واضحا و خطيرا على مصالح المغرب . لقد كان جلالة الملك محمد السادس محقا في عدم إعطاء جزء من وقته للمسؤول الأممي الأول، الذي كان يخطط لإضفاء شرعية جميع الأطراف على تحيز خطير لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يساعد في إيجاد تسوية عادلة و دائمة لهذا النزاع المفتعل . بقي أن نقول بأن بان كي مون الذي قال إنه جاء في هذه الجولة للمساعدة على حل المشكل لم يكن قادرا حتى على حل عينيه جيدا .