رحل السيد عباس المعزوزي عن قناة ميدي 1 تيفي بقرار من المجلس الإداري لهذه المؤسسة العجيبة والغريبة، وبهذا الرحيل يكون االمشهد الإعلامي الوطني قد تخلص من حصى مؤلمة كانت ولا تزال موجودة في حذاء هذا المشهد. أولا، لقد جيء بهذا الرجل من عالم الاقتصاد ولم تكن له أية علاقة بالممارسة الإعلامية ليسير مؤسسة إعلامية ناشئة خصصت لها الدولة كثيرا من الإمكانيات المالية على أساس أن تشق طريقها نحو النجاح، وملء فراغ كبير في المشهد الإعلامي المرئي الوطني. لكن الذي حدث أن الرجل قاد المنشأة نحو الإفلاس و العجز وبذلك فشل فشلا ذريعا. وكادت المؤسسة تقفل أبوابها لولا أن مالا إماراتيا جيء به في آخر لحظة وكان المبلغ كبيرا وهائلا وصل إلى عشرات الملايين من الدولارات. ومع ذلك تم الاحتفاظ بالرجل الفاشل على رأس المؤسسة وأطلق يده في صرف المال الهام الذي ضخ لإخراج المؤسسة من غرفة الإنعاش المركز التي أدخلها إليها المدير العام غير المؤسوف على رحيله. ومرة أخرى تأكد فشل و عجز الرجل، لأن التردي الشامل ظل يراوح مكانه واتضح أن المؤسسة تسير مرة أخرى بخطى ثابتة نحو الإفلاس، ليضطر المجلس الإداري إلى اتخاذ القرار الصائب بتنحية الفشل والعجز من تسيير وقيادة منشأة إعلامية هامة. لعل الحراك النقابي القوي الذي عرفته المنشأة طوال فترة تسيير هذا الرجل لهذه المنشأة يكشف المعاناة الصعبة التي ذاق مرارتها الزملاء العاملون في القناة، ومن خلالهم جميع العاملين بها، فالرجل لم يكن يعترف بفضيلة اسمها الحوار، لأنه كان مقتنعا أن هذه الفضيلة ليست هي التي جاءت به إلى ذلك المنصب ، و أن جهة معينة هي التي أنزلته بالمظلة هناك، ولذلك فأولوية أولويات الرجل كانت تنحصر في نيل رضى المظلة التي نزلت به هناك. ولعل استقراره بمدينة الرباط وتجهيزه لمكتب فاخر بحي الرياض بعيدا عن القناة بأكثر من 230 كلم يعكس هذه الحقيقة. ها هو الرجل قد رحل عن المنصب، وصرفت أموال طائلة في عهده ولا أحد سيسائله عن مجالات صرف تلك الأموال ويحاسبه عن أسباب الفشل الذريع و العجز الكبير. ميدي 1 تيفي كانت بقرة حلوب، امتص حليبها من امتص، ولا من يسأل ماذا حدث ولماذا حدث ذلك؟ إنه المغرب، وقديما قال المغاربة (في المغرب لا تستغرب).