أفادت مصادر مطلعة، أن حملة ززيرو كريساجس التي أطلقها نشطاء فسبوكيون، احتجاجا على الوتيرة التصاعدية للإجرام في المغرب وغياب الأمن، لقيت تجاوبا من الأجهزة الأمنية المغربية، برئاسة عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لإدارة الأمن الوطني، الذي توعد بزيادة الإجراءات الأمنية وتشديدها لتعزيز الخطط الحالية. كما أوردت ذات المصادر، أنه سيتم عقد اجتماعات تنسيقية بمختلف ولايات الأمن لمناقشة بعض التعليمات الأمنية الجديدة، ردا على صرخات المواطنين المتضامنين مع حملة ززيرو كريساجس، بعد تزايد حدة السرقات والاعتداءات اليومية الملتقطة بعدسات المواطنين، والتي يروج لها في فيديوهات وعشرات الصور بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي. و تكشف الأرقام خطورة الوضع الأمني بالمغرب رغم تأكيدها على مجهودات السلطات الأمنية، فالاستراتيجية الأمنية المتبعة منذ بداية السنة الجارية، والتدخلات الاستباقية التي باشرتها مختلف مصالح مديرية الأمن لمكافحة الجريمة بمختلف أشكالها، أسفرت عن توقيف أزيد من 250 ألف شخص للاشتباه في تورطهم بقضايا إجرامية مختلفة خلال النصف الأول من السنة الجارية. وقد ارتفع عدد المتورطين في ارتكاب أعمال إجرامية بشكل رهيب مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، حيث إن العدد الإجمالي للموقوفين ازدادت بأكثر من 1340 شخصا، كما ارتفع عدد الأشخاص المبحوث عنهم الذين تم ضبطهم بأزيد من 15 ألف شخص، أي بنسبة إضافية تناهز 30 في المائة. ويفسر ارتفاع وتيرة الإجرام حسب المديرية العامة للأمن الوطني، بالاستهلاك المتزايد للأقراص المهلوسة الوافدة على بلادنا من الجارة الشرقية الجزائر بشكل رئيسي، مشددة على أن تدخلاتها تراهن على الطابع الوقائي عبر التركيز على مكافحة مروجي هذه الحبوب، أو ما يسمى زبالقرقوبي. في الصدد ذاته، أكدت مصادر أمنية حجز 384 ألف و217 قرصا مخدرا خلال النصف الأول من السنة الجارية، كما تم التشديد على مكافحة حيازة السلاح الأبيض بدون سند مشروع، حيث تم توقيف 9721 شخصا للاشتباه في تورطهم بهذه القضايا، وحجز 9560 سلاحا أبيض من مختلف الأحجام. هذه الأرقام المهولة، تكشف خطورة الوضع الأمني بالمغرب، فبغض النظر عن مجهود الجهاز الأمني ودوره في تحصيل هذه النتائج، إلى جانب الحزم والفعالية ذاتها التي تواصل بها المديرية العامة للأمن الوطني حملتها في التصدي للجريمة، إلا أن مستوى الإجرام بحدته هذه جعل بعض المواطنين يطرحون السؤال: لم هذا التزايد في معدل الإجرام؟ الإجابة عن هذا السؤال، على حسب قولهم، هو حل هذه المعضلة.