يحتمل أن تكون الغرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا قد حكمت أمس الخميس ملف الجندي الفرنسي المتقاعد، الذي استعجل البت في ملفه بعد سلسلة من تأخيره في إطار ضمان المحاكمة العادلة، وذلك من خلال حق الدفاع وتعيين مترجم وإحضار المحجوز. الذي كانت مصالح الأمن بمطار فاس سايس قد اعتقلته يوم 6 مارس 2016 إثر قدومه من باريس، بعدما ضبطت بحوزته أسلحة بيضاء ومعدات شبه عسكرية، وكذا وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية تؤكد تبنيه المنهاج العقائدي المتطرف، وكذا نسجه علاقات مع متطرفين هناك، إضافة ضبط إلى محجوزات أخرى عبارة عن أسلحة بمنزله صفرو. وكانت السلطات الفرنسية، حسب مصدر أمني، قد وضعت الخبير في مجال المتفجرات، المسمى بروستاي مانويل بيير أنجيلو، والملقب بأبي ميمونة، في وقت لاحق رهن الإقامة الجبرية، رفقة آخرين، بسبب تبنيه منهجا عقديا متطرفا وربطه علاقات مع أشخاص حاملين للفكر الجهادي ببلده، بتزامن مع أحداث باريس الإرهابية، بالنظر للخطورة التي يشكلونها على أمن فرنسا. وأوضح مصدر أمني أن المعني بالأمر، المزداد عام 1984، كان قد أعفي من مهامهم، بعدما كان قد انخرط في سلك الجندية وشارك في عملية عسكرية فرنسية بدولة دجيبوتي سنة 2010، حيث تمكن من الإلمام بأمور دينية، وبعد عودته إلى بلده ازداد اهتمامه بالبحث عن المراجع الفقهية وأصبح مواظبا على الصلاة، مما آثار انتباه زملائه ورؤسائه، حيث أضحى محطة سخرية، ليتولد لديه الحقد اتجاههم. وأبرز ذات المصدر أنه بعد تشبع الظنين، المتزوج والأب لطفل، بالفكر المتطرف رفض الاستمرار في صفوف الجيش الفرنسي، الذي اعتبره كافرا، حيث سعى سنة 2011 لتقديم طلب إعفائه من الخدمة بهدف الالتحاق بأفغانستان من أجل الجهاد... مضيفا أن قناعته دفعته لاتخاذ قرار ارتكاب عمل إرهابي فردي، إذ حدد استهداف بعض الثكنات العسكرية وعناصر من دوريات الأمن، وتصفية عناصر من الجيش والشرطة الفرنسية، بمن فيهم وزير الداخلية الفرنسي. وأشار المصدر الأمني إلى أن المتهم قرر الرحيل من فرنسا لكونها بلاد كفر والاستقرار رفقة عائلته بالمغرب. وقد نفى المتهم عند مثوله أمام قاضي التحقيق علاقته بأي تيار سلفي، أو جهادي، وعدم وجود أي علاقة له بالإرهاب، مبرراً إدخاله الأسلحة المحجوزة لديه ضمن أمتعته بأنها مما تخلف لديه حينما كان بصفوف الجيش الفرنسي، مضيفا أنه قرر الاستقرار بالمغرب رفقة أسرته هروبا من الضغوطات والتحرشات التي كانت تمارس عليه، بعد زيارته له سنة 2014. وأبرز المتهم أنه بعد اعتناقه الإسلام سنة 2012 كان يتابع بعض البرامج الوثائقية حول ما يدور في سوريا، ولم يسبق له الولوج إلى مواقع جهادية أي الانضمام إلى أي تنظيم إرهابي في سوريا، ولم يفكر في القيام بأية أعمال جهادية في فرنسا، أو المغرب.