محمد بنغانم الغربي مع حلول شهر رمضان الأبرك يكثر الحديث عن عدد من العلل الصحية ومدى إمكانية صوم المرضى المصابين بها من عدمه، وعلى رأس هذه الأمراض نجد داء السكري، والضغط الدموي، وأمراض الكلي وغيرها من العلل، والتي تتغير درجات «المراضة» فيها من شخص إلى آخر. فإذا كانت حالة البعض قد تسمح بالصوم، فإن حالات أخرى يعتبر صيام المصابين بها مصدرا للخطر الذي قد يتهدد صحتهم، مما يجب معه عرض الحالة الصحية على الطبيب المختص لاتخاذ القرار المناسب. في هذا الحوار البروفسور محمد بنغانم يسلط الضوء على تأثير مرض السكري على الكلي والحالات التي يمكن فيها الصوم من عدمه. بداية ما هي طبيعة الأمراض التي تكون الكلية عرضة لها؟ الأمراض التي يمكن أن تصيب الكلي هي متعددة الأسباب كما هو الشأن بالنسبة للالتهابات، والتعفنات، وكذا التسممات، دون إغفال الاصابات الموروثة أيضا، وغيرها... وقد أظهرت الدراسات الوطنية على أن داء السكرى، ومرض ارتفاع الضغط الدموي، وكذا الحصي، تعتبر الأسباب الثلاثة الأولى المؤدية إلى القصور الكلوي المزمن0 أما بالنسبة إلى القصور الكلوي الحاد فيكون نتيجة الاجتفاف، والتعفنات، وسرطان المسالك البولية، وسرطان الجهاز التناسلي النسوي، التي تحتل المراكز الاولى0 هل يمكن لمريض الكلي الصيام، وماهي الحالات التي يتعذر فيها الصوم؟ الحديث عن صيام رمضان وارتباطه بأمراض الكلي يدفعنا للإشارة إلى قاعدة عامة تتمثل في كون مريض الكلي يجب ألا يصوم، فالامتناع عن الشرب أثناء الصيام وخاصة إذا كان الجو حارا يؤدي بالكلى إلى الاشتغال في منحى وبوتيرة تفوق طاقتها تؤدي إلى استفحال الإصابة. لهذا فإن الامتناع عن الصيام يكون مفروضا في الإصابات الحديثة، والإصابات الناتجة عن مرض السكري، وفي حالة وجود قصور كلوي، وإذا ما كان المريض يعاني من أمراض الحصى المتكررة، لكن يسمح بالمقابل للمريض بالصوم تحت المراقبة الطبية في الحالات المستقرة والمسيطر عليها والتي تكون تحت العلاج0 كيف يمكن أن يؤثر السكري في وظيفة الكلي؟ إن مرض السكري يعتبر أول الأسباب المؤدية إلى الإصابة بأمراض الكلي، وهو أيضا السبب الأول للقصور الكلوي المزمن، كما أنه يسهّل ويرفع من حجم وخطورة مضاعفات عوامل أخرى على الكلي، كما هو الحال بالنسبة للاجتفاف، والتسممات، والأمراض التعفنية0 ما هي الخطوات الكفيلة بتجنب هذه المضاعفات؟ إن أول الخطوات التي يجب القيام بها واتباعها تكمن في ضرورة التعرف المبكر على مرض السكري ، خاصة إذا كانت هناك حالات في الوسط العائلي، وذلك حتى يتسنى علاجه مبكرا0 ويعتبر توازن وضبط مستوى مادة السكر في الدم أهم الأهداف العلاجية من أجل تفادي إصابة الكلي0 وإلى جانب ذلك يجب التأكيد أيضا على ضرورة حرص المريض على مراقبة وضبط مستوى الضغط الدموي، وتفادي تناول أدوية بدون وصفات طبية، أو مايعرف بالتداوي/التطبيب الذاتي، إضافة إلى ضرورة اجتناب الوصفات التقليدية بالأعشاب بالنظر إلى المخاطر التي ينطوي عليها استعمالها0 بماذا توصون مرضى السكري من جهة، ومرضى الكلي من جهة أخرى؟ إن مرض السكري لايختلف عن مرض الكلي ، فهما معا يندرجان في خانة الأمراض المزمنة التي تلازم المريض بعد إصابته بواحد منها أو هما معا مدى حياته في غالب الأحيان، لهذا فإن من الأهمية بمكان أن يعي المريض بطبيعة وتفاصيل مرضه فيكون بذلك شريكا أساسيا في علاجه، لأن معرفة نوع المرض والإلمام بجزئياته واستيعاب أهداف وأشكال وطبيعة العلاج، هو دافع لكي يشارك المريض بفعالية في المراقبة وتطبيق برنامجه العلاجي الذي تختلف مستوياته ونسبه بتطور مستوى التثقيف الصحي لكل مريض على حدة. أستاذ لأمراض الكلي بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء