لا تكف وسائل الإعلام الجزائرية عن هذيانها تجاه كل ما يخص المغرب، إلى درجة تثير الشفقة حول المآل الذي وصلت إليه الجارة الشرقية التي عوض أن تنكب على إيجاد حلول لأزماتها المستفحلة، تسعى إلى تصدير هذه الأزمات إلى المغرب ومن صور هذا الهذيان، اتهام صحيفة مقربة من الجيش الجزائري، الأحد، وبشكل يدعو للسخرية، المغرب علانية بكونه وقع صفقة مع كافة إرهابيي العالم كي لا يرتكبوا اعتداءات في المملكة. إنها ترهات "كتاتبي" تجاوزته الأحداث ليخوض في فرضيات لا أساس لها، ويثير مغالطات من دون أي اعتبار لشعور الإخوة التونسيين الذين لم يضمدوا بعد جراح الاعتداء الدامي في سوسة. وبمنطق الصحيفة الجزائرية، فإن هذا الاعتداء يكون قد خطط له المغرب بطريقة غير مباشرة لإغناء قطاعه السياحي، وهو منطق لا تكفي كلمات التنديد بكاملها لوصف درجة ضحالته. وهذه المقاربة العدائية للمغرب كان بالإمكان توظيفها من طرف الذين يدعون محاربة الإرهاب لمحاربة هذه الآفة، لأنها لم تكن لتجد لها موطئا في المنطقة لو أن المغاربيين واجهوها بصف متراص. هذا النوع من التحليل جد شائع في معظم الصحف الجزائرية التي كل منها مرتبط بأحد صناع القرار في البلاد، لأن الأمر إذا تعلق بالمغرب، تصبح الأكاذيب والموالاة قاعدة صلبة توحد قواعدها الأخلاقية (الصحف). وفي اعتقاد الصحافة الجزائرية التي تظل مهمتها الأولى زرع الكراهية للمغرب لدى رأيها العام، فإن مصالح الأمن والاستعلامات المغربية تملك قدرات خارقة تمكنها من تحقيق معجزات تلو المعجزات، إذ فضلا عن مهمتها في الدفاع عن الوطن، فإن هذه المصالح لها القدرة على ممارسة بعض من التأثير على المجموعات الإرهابية في المنطقة، بدءا من (داعش،) مرورا بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وصولا إلى موجاو بشمال مالي.. وكما يقول المثل "إذا كان المتحدث أحمق، فليكن المستمع عاقلا". إضافة إلى ذلك، مازالت تداعيات الصدمة التي أصيبت بها الجزائر بعد الإعلان عن إقامة مصنع بوجو لصناعة السيارات بالمغرب تفعل فعلها. وكانت وسائل إعلام جزائرية اتهمت المخابرات المغربية بالتجسس على المشاريع الاقتصادية الجزائرية وتحويلها إلى المغرب، في محاولة لتبرير العجز الجزائري عن استقطاب مشاريع اقتصادية ذات قيمة. وردا على هذه الترهات ،اعتبرت مديرة نشر صحيفة "الفجر"، يوم الأحد، في عمودها اليومي، أن بلدا بحجم وقدرات الجزائر يُغفّله المغرب ويزرع فيه شبكة جواسيس تنجح في تعطيل مشاريع ضخمة وتحويل أخرى، عليه أن يعلن الإفلاس الأمني قبل الاقتصادي . وقالت في عمودها الذي حمل عنوان "أيها الفاشلون، ما الإجراء الذي يفترض أن يتبع الفشل؟"، إن معلومات سربها مصدر أمني تتحدث عن سرقة المغرب من الجزائر لمشاريع ضخمة في الطاقة المتجددة وصناعة السيارات وشوّش على أخرى، وعن "أدلة تراكمت لدى أجهزة المخابرات الجزائرية، أفضت إلى أن المغرب مارس في سنوات حكم محمد السادس، عمليات تجسس اقتصادية خطيرة"، وأن المغرب يكون قد زرع شبكة من الجواسيس في الجزائر مكنته من تحقيق هذا التجاوز الخطير." وردت على هذه المعلومات بقولها إن في ذلك "شحنة عالية من السذاجة وقلة الحيلة وهو صيحة فشل أطلقها فاشلون عجزوا عن فعل ما ينبغي للرجال فعله في حال الفشل." وتابع العمود "أية عجوز في الجزائر ستقول حين تسمع الخبر "الجزائر التي يغلبها محمد السادس ويعبث بها بهذا الشكل، الموت خير لها." وكتبت مديرة نشر الصحيفة أن "الجزائر أكبر بلد في إفريقيا والمنطقة العربية والمتوسطية وهي خزان للبترول والغاز والذهب واليورانيوم، وبها أكبر مخزون للطاقة الشمسية التي يمكن تحويلها إلى كهرباء، وأكبر مخزونات المياه الجوفية وأوسع المساحات الصالحة للزراعة وأوسع الفضاءات الأثرية لمختلف الحضارات ... ، تبرر اليوم فشل الإقلاع الاقتصادي رغم البحبوحة المالية، بكون المغرب أقلع عوضا عنها بمحطات الطاقة ومركبات السيارات ." الصحف الجزائرية لم تقف عند هذا الحد، فالحادث الإرهابي الذي استهدف مصنعا بضواحي ليون الفرنسية، لا يخلو بدوره من مؤامرة مغربية على الجزائر ! صحيفة "البلاد"، اعتبرت أن "هذه المرة، وعلى غير العادة، لم تشر القنوات الفرنسية بمختلف توجهاتها ومختلف وسائل الإعلام المكتوبة إلى أصول ياسين الصالحي المغربية، خلافا لما وقع مع محمد مراح منفذ عمليات تولوز سنة 2012، حيث كانت مختلف القنوات الفرنسية تشير في مناسبة وغير مناسبة إلى أصوله الجزائرية، وهو السيناريو الذي اتبعته هذه القنوات ووسائل الإعلام المكتوبة الكبيرة مع الإخوة كواشي منفذي هجمات شارل إيبدو بتاريخ 7 يناير 2015". ورأت الصحيفة الجزائرية في ذلك مؤامرة مغربية - فرنسية على الجزائر بتنفيذ من اللوبي اليهودي المتحكم في الإعلام الفرنسي.