الجمع العام الذي سيعقده فريق الرجاء البيضاوي يومه الأربعاء بأحد فنادق الدارالبيضاء بداية من الساعة العاشرة والنصف ليلا، سيشكل محطة للوقوف على الاخفاقات التي سجلها الفريق خلال موسم كامل، والحديث عن الاخفاق لا يعني فقط التراجع الملحوظ على مستوى النتائج، بل هناك قضايا أعمق تتعلق بالجوانب التقنية والمالية والبشرية، وستكون الفرصة مواتية أمام المنخرطين الذين لا يتعدى عددهم ستين عنصرا لتشخيص الوضعية الكارثية التي عاشتها القلعة الخضراء على امتداد موسم كامل. وإذا كان المكتب المسير قد سجل سابقة قبل موسمين عندما عرض التقريرين الأدبي والمالي على الموقع الرسمي للفريق، قبل انعقاد الجمع العام بحوالي أسبوع، فإن الوضع الآن يختلف، حيث لم يتوصل المنخرطون بنسختي التقريرين إلى حدود أمس الثلاثاء، ومن المحتمل جدا أن يتم تسليم النسختين مع ولوج القاعة التي ستحتضن أشغال الجمع العام والاستثنائي في نفس الوقت، وقد عزا المتتبعون للشأن الرجاوي هذا التأخر إلى الصورة الباهتة التي رسمها الفريق الأخضر هذا الموسم على كافة المستويات، ولعل التعاقد مع ثلاثة مدربين خلال موسم واحد والصفقات الغالية لعدة انتدابات خاسرة، فضلا عن الإقصاء المبكر من منافسات عصبة الأبطال وكأس الكاف والاكتفاء بالمرتبة الثامنة وصرف الملايير من السنتيمات... كلها عناوين للصورة غير المشرفة لفريق خيب آمال جماهيره. واللافت أن عدد المنخرطين سيكون أقل أو متساويا مع عدد الصحفيين المعتمدين لتغطية أشغال هذا الجمع العام الذي سيتحول من عاد بعد المصادقة على التقريرين إلى جمع استثنائي، حيث من المحتمل جدا أن يتخلى الرئيس بوديقة عن منصب الرئاسة كما وعد بذلك، لكن بعض العارفين بخبايا الأمور الرجاوية يؤمنون بعودة الرئيس إلى المنصة بإصرار من المنخرطين الذين سيمنحونه - حسب التخمينات - صلاحية تكوين مكتب جديد. ورغم فتح باب الانخراط خلال الأسبوعين الأخيرين، فإن عدد الذين استجابوا للنداء لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وهذا عنوان عزوف الفاعلين الرجاويين بمن فيهم المسيرون السابقون عن تجديد انخراطهم في عهد المكتب المسير الحالي، وهو عزوف يستدعي طرحه للنقاش خلال الجمع العام. وعلى هذا المستوى، فإن الوجوه المألوفة من المنخرطين التي اعتادت أن ترفع درجة النقاش وتقوم بتقييم دقيق للمداخيل والمصاريف والانجازات والتعثرات.. وتعمل على تشخيص وضعية الفريق، هذه الوجوه التي كانت تجعل النقاش صاخبا ستغيب عن أجواء هذا الجمع العام، فكيف سيقيم المنخرطون الحاليون الوضع الكارثي الذي عاشه فريق الرجاء؟ وهل سيرتقون بالنقاش إلى مستويات عالية من المحاسبة؟ أم أنهم سيكتفون بالتفرج والإنصات لتلاوة التقريرين ومباركة ما جاء فيهما بالتصفيق؟!