بوتازوت - ديدان اقريو - الصنهاجي وآخرون .. نجوم وأقمار أرضية لم تستطع تركيب جملة مفيدة واحدة على امتداد احتلالهم الشاشة وأدائهم الركيك والضعيف ، ضمن حيز زمني منح لهم ليعبثوا كما يشاؤوا ومتى يشاؤا ، لنقل هامش حر بلا رقابة لتصريف الكلام ، ولا شيء غير الكلام ، والنتيجة جيل من الممثلين الضحكة على الدقون، بؤس المنتوج وضحالته لا يورث لدى المستهلكين للصورة والصوت على الثانية سوى التفاهة والروتين والسلوكيات الشعبوية المكرورة: «أجي أ الشفار ابن الشفار الآخر- ولد الحرام - باغي تقولبني- سير ياولد لحرام- غبر علي كمارتك - التدخين .. وكل أشكال الميوعة السلوكية والتفاهة والسفالة مجرد جزء ضئيل من قاموس تفضل القناة الثانية ( دوزيم) ترويجه ضمن خردتها اليومية المبثوثة ارتباطا برمضان الفضيل . إنهم ثلة من «المتاجرين» !! بالفن، يرتعون في حيز زمني منح لهم على خلفية إشهارية بحثة ? ويعبثون بالذاكرة الجمعية ل36 مليون من المغاربة ، دونما أدنى حس ثقافي أدبي أومواطناتي .. وبودنا أن نغضب، نحزن، ونتساءل كمغاربة وكدافعي ضرائب : أليس من البلادة والغباء أن يشاهد المواطن 6 وصلات إشهارية تمجد مقاولة في البناء، وأغاني قوالب على المقاس تعلي من قيمة أقفاص بشرية ضمن حيز زمني لا يتجاوز 20 دقيقة في وقت مدن الصفيح باتت عنوانا كبيرا لبؤسنا المدني والاجتماعي ؟ ونضيف بحسرة : ما لذي يتوقعه المجتمع وهو يستنشق رفقة مكوناته الأسرية والعائلية هذا المناخ الفاسد الموبوء غير هذا السخف بعد أن أدى فاتورته من عرق جبينه ؟ والواقع أن قناة دوزيم بهذه الوقاحة ، لا تقدم منتوجها في انفصال عن سياقات مجتمعية موسومة بالتخلف والتراجع على كل الجبهات ، فهي تخاطب مستهلكا معطل القدرات مشلول التفكير منعدم الدينامية التي حبا الله بها الحكومات المتنورة ، كما أن هذا المنتوج الرمضاني الموسمي الموسوم بالتفاهة، وبما هزل ، ليس سلعة محايدة ، بل إنها بلسم مخدوم ، وترياق ناجع ، بوسعه تكليخ أكبر قدر ممكن من المستهلكين ، وفي سياق زمني حامل وحاضن لكافة أشكال الإذعان والأريحية ... إنه موسم الرداءة التلفزيونية بامتياز...