يتوصل القسم الاجتماعي بالجريدة ، يوميا ، برسائل وشكايات عديدة تنطق سطورها مرارة وجرحا، جراء ما لحق أصحابها من " جور" بشتى التمظهرات، جعل مساراتهم الاجتماعية تتعرض لما يمكن نعته ب"الدمار الشامل". لنتأمل هذه " الصرخة" التي تضمنتها شكاية ابراهيم احسينة أستاذ التعليم الابتدائي ر.ت. 64474م.م المتنبي - فرعية أرك نيابة تارودانت، الذي طرق باب الجريدة ، مؤخرا ، ليسرد بعض عناوين معاناته. "أبرز عبارة يمكن أن تترجم ما أكابده من محن هي "الشطط في استعمال السلطة" . كيف لا وقد تم حرماني من جميع حقوقي المشروعة بسبب الانتهاكات الحاطة بالكرامة الانسانية، يقول ابراهيم احسينة، حيث حرمت من المشاركة في الحركة الانتقالية رغم توفري على 141 نقطة. ومنذ تعييني بهذه المؤسسة في 1995/09/16 مازلت في أعلى قمة جبلية في ظروف تضاريسية صعبة، بعيدا عن مقر سكني ب 620 كيلومترا وتكفلي العائلي ب 6 إخوة وأخوات أيتام الأبوين، زيادة على حرماني من الترقية في الدرجة ف 20 سنة، ولم أترق إلى الدرجة 2 رغم أنني استوفيت الشروط ب 10 سنوات وهذه حالة فريدة على الصعيد الوطني". يتوقف قبل أن يواصل: "حرمت من نقطة التفتيش منذ 2001/04/27 ، كما تم حرماني من راتبي الشهري مدة طويلة إثر إقصائي تعسفا ضمن "الموظفين الأشباح" من طرف النيابة رغم توفري على جميع الوثائق الإدارية والتربوية ونقط "مسار" ونتائج المتعلمين خير دليل على ذلك، وضع جعلني لا أجد ما أعيل به أسرتي التي أصبحت مهددة بالتشرد". " قبلت بالعمل بدون أجر منذ بداية الموسم الدراسي 2015 - 2014 ، و في 20 مارس 2015 زارتني لجنة نيابية بالقسم الدراسي، وقامت بإخراجي بشكل مهين وحاط بالكرامة، وتم ضم قسمي إلى أحد زملائي في العمل"؟ وبشأن هذا المستجد "غير اللائق" والذي لا يشرف الأسرة التربوية، دق المتضرر أبوابا عدة لإيصال صرخته :" زرت مرارا وتكرارا مديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر واستقبلني مديرها ووعدني بتسوية وضعيتي لكن لم يتحقق أي شيء. ثم راسلت المفتشية العامة للشؤون الإدارية ومدير الأكاديمية لجهة سوس ماسة درعة دون جدوى". " لقد سبق أن تعرضت للطرد التعسفي في 2010/07/08 دون سلوك المسطرة القانونية المعمول بها في هذا الشأن، وقضيت 3 ساعات مشردا بالمحطة الطرقية "القامرة" بالرباط بما فيها أيام الأعياد الدينية والوطنية في ظروف شاقة وحاطة بالكرامة الانسانية، بعد أن أرسل وزير التربية الوطنية السابق محمد الوفا لجنة وزارية أثبتت بأن العزل كان عزلا تعسفيا، وأثناء عودتني لسلك التدريس بعد العزل، استفسرت النيابة الاقليمية والأكاديمية عن سبب هذه التعسفات والشطط فأكدوا لي بأنهم يريدون عزلي من جديد، وأن الحظ لن يسعفني هذه المرة لكون الوزير فوض لهم العزل... فكان التنفيذ لتستمر حلقات مسلسل المعاناة اللامتناهية بكل ما تعنيه من ضياع وتشرد وإحساس بالظلم " . إنها حالة تكشف عن جانب من السواد الذي يرخي بظلاله القاتمة على يوميات العشرات من المعلمين والمعلمات الممارسين في المناطق النائية، وهي صرخة تسائل مختلف الجهات المسؤولة من أجل أخذ " رسائلها " القوية مأخذ التعامل الجدي والمنصف ، الذي بإمكانه إعادة بصيص من الأمل إلى نفسية الأستاذ ابراهيم احسينة ومن خلاله إنقاذ أسرة متعددة الأفراد من مخالب التشرد الفتاكة.