عاد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة و التنمية ، إلى الزج الملكية في سجاله مع خصومه . هذه المرة كانت في مراكش مساء يوم الأحد 26 يوليوز الجاري، خلال افتتاح الملتقى الوطني لشبيبة العدالة و التنمية، حيث وصف خصومه بالسماسرة الذين يريدون الإيقاع بينه و بين الملكية، ليضيف قائلا « الملكية ديالنا و حنا ديالها « و قال أيضا « الملكية ليست في حاجة إلى هذا النوع من السماسرة الذين يسبحون في المياه العكرة .» و بدا بنكيران، الذي كان يتحدث تحت أنظار رئيس جماعة « التوحيد و الإصلاح « الذراع الدعوي للعدالة و التنمية، معولا على خصلة الصبر التي قال إن المغاربة يختصون بها، في تجرع نتائج سياسة حكومته، حيث قال « المغاربة أذكياء و صبورون ، و المغاربة اللي صبروا على إصلاح صندوق المقاصة و صبروا على إصلاح الماء و الكهرباء ، غادي يصبروا إن شاء الله على إصلاح التقاعد ..» و إمعانا في مديح الذات الذي تحول في كثير من خطب عبد الإله بنكيران إلى ما يشبه لازمة في أغنية، قال بنكيران عن نفسه « تتعرفوني ، فِيَّ عيوب كثيرة، لكنني لا أكذب» قبل أن يستدرك « أو على الأقل أحاول ألا أكذب « و لم يتوان رئيس الحكومة في هذا الظرف الانتخابي، عن مهاجمة خصومه في الأحزاب المعارضة ، بل و التعليق على بعض القضايا التنظمية التي تهم الحياة الداخلية لهذه الأحزاب . و وصف خصومه بالذين يبيعون الوهم للمواطنين . وقال بنكيران « يكبر فينا الأمل بأن الإصلاح ممكن في بلادنا، و هذا الإصلاح الذي نطلبه هو أن يبقى بلدنا آمنا و مستقرا و هو ما لا يمكن تحقيقه إلا بديمقراطية حقيقية . « و قال بخصوص نتائج الانتخابات المقبلة، مطمئنا أعضاء حزبه « اطمئنوا، النتائج ستكون كما نريدها، أنا مطمئن و أعرف النتيجة « و ظهر « الرفيق « نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم و الاشتراكية، في وضع أشبه بمريد في زاوية شيخه، و هو يتحدث على المنصة في ذات المناسبة، حيث لم يخف تكلفه المبالغ فيه في استعطاف رئيسه في الحكومة، و الاجتهاد في مدحه، الذي وصل به إلى حد وصف بنكيران زعيم الحزب الإسلامي المحافظ، بالأخ الرفيق، أو الرفيق الأخ. و قال بن عبد الله في هذا السياق « عنداك يتهمني شي واحد بأنني أدافع عن بنكيران . لا ، بنكيران لا يحتاج لمن يدافع عنه « قبل أن يقول عن نفسه « أنا هذا العبد الضعيف، لا احتاج للدفاع عن هذا الرجل المتواضع « و قال أيضا « حنا مستعدين لمواصلة المشوار .. هذه الحكومة ستواصل تحالفها إلى ما بعد 2016». عبد الإله بنكيران جر معه إلى مراكش بعض رموز أحزاب أغلبيته، الذين تناوبوا على الكلمة و منهم، السعيد أمسكان و نبيل بن عبد الله، و الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، إضافة إلى الاستقلالي امحمد خليفة الذي وُظف حضوره من قبل مخرجي حفل الافتتاح، لضرب حزبه، و خاصة بعد منحه الكلمة التي لم يتردد فيها بوصف المعارضة بالبئيسة، و التعبير عن إحساسه بالخجل و الأسف لكون حزبه غادر سفينة الحكومة.