بانطلاق الموسم الكروي الحالي تكون البطولة قد وصلت سنتها الخامسة دون أن تقدم القناعات المنتظرة أمام ما تم تسجيله من هفوات ونقط سوداء، وهي طبيعية ومنتظرة لاختلال الأمور في بطولة من المفروض أنها احترافية. ولعل من يحدد ذلك هو قدرة الفرق واستعدادها لدخول هذه المغامرة التي لا تعترف بالصدفة وبتسيير لم يعد ممكنا تواجده في عالم الكرة اليوم. ولن نجد هنا أفضل من الاستشهاد بما قاله رئيس الجامعة فوزي لقجع خلال الجمع العام للنهضة البركانية، على أن " الممارسة في البطولة الاحترافية تعتمد ثلاثة مكونات أساسية، البنية التحتية وميزانية قارة والكفاءة في التسيير". وهنا تكمن مشكلة بطولتنا مع فرق أغلبها تتعذب لضمان مستحقات لاعبيها وأطرها التقنية والإدارية ومصاريف إضافية، فرق تجد نفسها نهاية كل أسبوع مجبرة على تدبير مصاريف الفندق ولوازمه.. موقع لقجع يفرض عليه أن يقدم الحقائق عن بطولة لا يستقيم حالها عوض الحديث بكلام يعرفه الجميع، عليه أولا أن يستجمع قواه ويمتلك الشجاعة الكاملة للحديث عن واقع لا يرتفع عليه، عن ما يعطل حقيقة انطلاق بطولة لم تبرح مكانها، اللهم من تسميات وشعارات ومساحيق لن تحوّلها بالفعل إلى بطولة احترافية حقيقية تقوم على احترام التعاقدات بين الأطراف المكونة لها، وهنا نريد أن نعرف أين وصل التزام الفرق بما جاء في دفتر التحملات الذي كان حجر الأساس للبطولة الاحترافية. قد يجد رئيس الجامعة الكثير من الحرج للكشف عن الحقائق المرة في هذا الباب، لأن بطولتنا مازالت محافظة على كل أبّهتها الهاوية الغارقة في التدبير اليومي عوض البرامج المحددة بأهداف. مع هذا الواقع لا نفهم كيف يمكن لفرق هذا حالها أن تستجيب لما ورد في دفتر التحملات، الذي أدخلت معظم بنوده إلى ثلاجة الانتظار غير محددة الزمن، وكيف ستضمن استقلالها المالي من خلال تحويلها إلى شركات مساهمة، وأن تتوفر على مدرسة لكرة القدم مخصصة للفئة ما بين 6 و12 سنة، وفريق نسوي للكبيرات وفريق نسوي لأقل من 19 سنة، وعلى ملعب يتسع على الأقل لستة آلاف مقعد ومجهز بالإنارة حسب معايير تحددها الجامعة والكونفدرالية الإفريقية، وملعب للتداريب مصادق عليه من طرف الاتحاد الدولي وبضمانة. مالية تقدر ب ( 1,4 مليار)... تساؤلات تجد لها موقعا متميزا في البطولةن أمام عجز جلّ الفرق على الالتزام بها بعد مرور أربع سنوات على انطلاق الدوري الاحترافي، دون ان يكون لرئيس الجامعة الشجاعة لتطبيق القانون المنصوص عليه في دفتر التحملات، وهنا نجد له العذر، لأن تطبيقه سيجعلنا أمام " بلاي أوف " تتنافس فيه فرق معدودة خلال شهر أو أقل ليعلن عن بطل المغرب. فمراجعة سريعة لمالية الفرق من خلال تقاريرها المالية في الجموع العامة يدفع حقيقة إلى الجنون، فكل الفرق تعاني العجز في ميزانيتها السنوية، ونكتفي بذكر بعضها. فالنادي القنيطري بلغت مصاريفه خلال الموسم الماضي (17.150.496،77) درهما ومدخيله 17.222.443،00 درهما، وبلغت مصاريف الكوكب المراكشي 13.803.146 درهما مع مديونيته 400 مليون سنتيم، وبلغ عجز ميزانية المغرب الفاسي 1935216، وحسنية اكادير 3 ملايين درهم و739 ألفا و8 دراهم، وفاق عجز المغرب التطواني 6 ملايين درهم .. لا نظن أن فرقا لا تسجل فائضا ماليا خلال الموسم، أو على الأقل، تضمن توازنا بين مداخيلها ومصاريفها ستكون قادرة على تنفيذ ما جاء في دفتر التحملات، وهو ما يجعل بطولتنا بعد أربع سنوات ما زالت تعيش على إيقاع الهواية.