باتت الأراضي غير المبنية المتواجدة داخل الأحياء السكنية بالصويرة تثير مجموعة من المشاكل على الصعيد البيئي والأمنين، مما بات يستدعي تدخل المصالح المعنية من أجل إيجاد حل لهذا الوضع المقلق. ففي البحيرة، حي التلال، أزلف، البرج، وغيرها تتواجد مجموعة من الأراضي غير المبنية تحولت إلى نقط بيئية وأمنية سوداء بفعل تحولها إلى مراحيض عارية ومطارح للنفايات المنزلية ونفايات أوراش البناء من جهة، وتحولها ليلا إلى أوكار للمنحرفين والمشردين، بل ومروجي المخدرات من جهة أخرى. «بات الأمر لا يطاق. هذه الأرض غير المبنية المتواجدة قبالة منزلي تحولت إلى مرحاض عمومي ومطرح للنفايات، كما يستعملها المنحرفون ليلا لتعاطي الممنوعات وقضاء ساعات طويلة من الليل في معاقرة الخمر وتبادل أحاديث تمتح من قاموس عنيف بذيء لا يراعي مشاعر الأسر ساكنة الحي. اتصلنا أكثر من مرة بصاحب الأرض وطلبنا منه تسييج ملكيته لوضح حد لهذه الممارسات إلا أنه لم يستجب إلى حدود الساعة « اشتكى أحد سكان حي البحيرة. مشهد يتكرر بمجموعة من النقط بمدينة الصويرة بما في ذلك حي التلال. حيث توجد أراض غير مبنية غزتها الأحراش لتتحول إلى غابات صغيرة كفيلة بإخفاء أي شيء حتى «الجثث»، وهو الأمر الذي وقع قبل سنوات حين تم بمحض الصدفة اكتشاف جثة متشرد أجهز عليه رفيقه ذات ليلة خمرية بدون أن يتم الاهتداء إلى مكانه رغم سنوات من البحث. بالتدريج تتحول الأراضي غير المبنية إلى مطارح لنفايات أوراش البناء والنفايات المنزلية فتتحول بالتالي إلى نقط سوداء تلوث إطار العيش المشترك لمجموعة من الأحياء السكنية. ظاهرة تثقل كاهل القائمين على خدمة التطهير الصلب وتقلق راحة ساكنة الأحياء المكرهة على التعايش مع مشكل متداخل الأسباب. «تتحمل المصالح البلدية مسؤولية كبيرة على مستوى حماية سكان المدينة من تداعيات عدم تسييج ملاك الأراضي غير المبنية لعقاراتهم. يجب الانتباه إلى خطورة الظاهرة والتعامل معها بالجدية اللازمة اعتبارا لتأثيرها المباشر على الجو العام داخل الأحياء السكنية.» صرح للجريدة أحد سكان حي أزلف. بالنسبة لرئيس المجلس البلدي للصويرة، المدخل إلى حل هذا الإشكال يتم عبر إلزام ملاكها بداية بأداء الضريبة السنوية المفروضة على الأراضي غير المبنية.كما أكد استعداد المجلس للتعامل مع شكايات المواطنين في هذا الباب عبر التواصل مع الملاك حول الحلول العملية الممكنة. «ملاك الأراضي مطالبون بتسييج أو تسوير عقاراتهم درءا لتوظيفها المسيء كمطارح للنفايات أو أوكار للمنحرفين. لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر. تخيلوا معي حالة الإحراج التي نعانيها كلما قام منحرف بقضاء حاجته قبالة باب مسكن الأسرة؟ استنكر أحد سكان حي البحيرة. يتضح بالتالي أن مشكل الأراضي غير المبنية لا ينحصر في تأثيره على المشهد العام للأحياء السكنية، بل يتعدى الأمر إلى المس بأمن الساكنة وأمنها الصحي واستقرارها الاجتماعي. وهو ما يستدعي حلولا عاجلة خصوصا في حي البحيرة حيث تعرف بعض الأزقة حالة توتر كبيرة بسبب الممارسات الشائنة لمجموعة من الشباب والمنحرفين.