يُخلّد العالم ومعه المغرب، يومه الخميس 8 أكتوبر 2015، فعاليات اليوم العالمي للبصر الذي خصصت له المنظمة العالمية للصحة الخميس الثاني من كل شهر أكتوبر، قصد التوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على سلامة العيون والوقاية من كل المخاطر المؤدية إلى ضعف أو فقدان البصر. حدث أكد بشأنه الدكتور محمد الشهبي الاختصاصي في طب وجراحة العيون، أنه بالغ الأهمية بالنظر إلى أنه عبر العالم هناك 180 مليون شخص يعانون من مشاكل في النظر، ضمنهم ما بين 40 و 45 مليون فاقد للبصر، 80 في المئة من هذه الفئة يمكن تفادي علّتها لأن 20 في المئة من المعنيين لديهم مسبّبات فقدان البصر التي من خلال التعامل المبكر معها كما هو الحال بالنسبة لمرض السكري، يمكن الحفاظ على سلامة العين قبل أن تطال تداعياته العين، كما أن 60 في المئة الأخرى يمكن أن تعالج من خلال التدخل الجراحي وإزالة المياه البيضاء "الجلالة"، مشيرا إلى أنه في كل 5 ثوانٍ يفقد شخص عبر العالم بصره، وفي كل دقيقة يكون هناك طفل معن هو الآخر بهذا الفقدان. الدكتور الشهبي، شدّد على أهمية الحفاظ على صحة أعين الأطفال الصغار كخطوة وقائية بالغة الأهمية، معتبرا أن هذه الخطوة هي مسؤولية جماعية لاتقف عند حدود وزارة الصحة، موضحا أن الطفل خلال سنواته الأولى لايكون قادرا على إدراك إن كان يعاني من خلل على مستوى البصر، كما لايستطيع ترجمته لوالديه، وخلال مرحلة التمدرس يوظّف حاستي السمع والبصر، وإذا كان من السهل الوقوف على وجود مشكل على مستوى السمع ويمكن لمحيطه ملامسته فإنه على مستوى البصر لايكون الأمر هيّنا، وإن كان عدد من المعلمات والمعلمين هم الذين يوفّقون في الكشف عن معاناة الأطفال/التلاميذ من مشكل في العين خلافا للأسر التي وبكل أسف لاتعطي أهمية لفحص الأعين في سنوات مبكرة من عمر أطفالها، وهو مايستدعي وكخطوة وقائية، وليس من باب إثقال كاهلها، فرض هذا الفحص والحصول على شهادة في هذا الصدد كوثيقة أساسية في ملف التسجيل في المؤسسات التعليمية، لأن الكلفة المادية لتتبع المرض في وقت متأخر تكون مرتفعة ونتائجها غير مُرضية، على اعتبار أن عددا من المشاكل التي تعاني منها العين يمكن التعامل معها بشكل طبي/علمي ومعالجتها لكن قبل سن 10 سنوات، فكم من الأسر اصطدمت بعد حصول فلذات أكبادها على الباكلوريا على عدم قدرتها على اختيار تخصصات ظلّت تشكل كتمنيات طوال العمر، كأن يكون الشخص جرّاحا أو طيّارا وغيرها من المهن الدقيقة، فإذا بها تُرفض ليس لعجز في المؤهلات العلمية وإنما لمشكل في البصر!