باسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله وسلم على خير المرسلين، (يايتها النفس المطمئنة إرجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم مساء الخير با محمد .. مساء الخير الفقيه .. مساء الخير الاستاذ الصبري، هكذا كان أحباؤك وأصدفاؤك يفضلون المناداة عليك .. بأسماء لا تتسع لما يحملون لك من حب وتقدير.. *** فسلام عليك بقدر حبك للناس .. وسلام عليك بقدر حب الناس لك .. وسلام عليك بقدر سعة قلبك.. وسلام عليك يقدر تعلق الناس بك.. وسلام عليك بقدر الذاكرة التي لن تنساك.. هل نودعك ام تودعنا.. *** اوقف محبوك واصدقاوك ساعة زمنهم ليحضروا لحظة وداعك .. اوقف محبوك و أصدقاؤك ذاكرتهم ليحتفظوا بلحظة الزمن هذه لتوديعك و التي لا تعوضها لحظة أخرى .. هل نودعك ام تودعنا .. *** سنتذكرك انسانا مستمعا للصغير مثل ما تستمع للكبير .. سنتذكرك متملكا لقواعد وآداب الحديث مع الكبار مثل ما تتملك الحديث مع الصغار .. سيتذكرك المحامون مدافعا عن الحق و القانون في لباسهما المزين بقواعد الانصاف و العدالة .. سنتذكرك منسقا لنا في هيأة المحامين في كل قصايا حقوق الانسان و القضايا السياسية التي عرفتها بلادنا في زمن الجمر يوم كان النضال منيعا و مواجهة الظلم مستعصية .. سنتذكرك في محاكمة اخوة القائد بنسعيد آيت إدر .. سنتذكرك في محاكمة اخوة عبد السلام ياسين .. سنتذكرك في محاكمة الاخوة في اليسار .. سنتذكرك في محاكمة الاخ النوبير الاموي .. وسنتذكرك كذلك في وفدنا الذي انتقل الى باريز للقاء المجاهد عبد الرحمان اليوسفي .. حضورك في كل هذه المحطات التاريخية هو بحجم الهم الذي سكنك و الهم الذي اخلصت في حمله و الدفاع عنه .. ها نودعك ام تودعنا *** سنتذكرك في زمن المحن و الاهتزازات التي عشناها في الماضي و نعيشها الان كحاملين لفكر سياسي ومجتمعي هو من رحم مدرسة الاتحاد كحاملين لرسالة وطنية .. سنتذكرك حاضرا بهدوئك و رصانتك و بعد نظرك في جو الاهتزازات و الاضطرابات و الاحتجاجات .. سنتذكرك مذكرا ,دائما , بالثوابت التي يجب ألا يتم التفريط فيها او الخلط بينها و بين ما هومتغير او لحظي او مؤقت .. سنتذكرك حريصا على الدعوة للتجميع والتوحيد والتجاوز عن الاخطاء .. سنتذكرك منبها لخطورة التسرع في ردود الافعال التي لا تخدم الاهداف الكبرى التي تجمع الناس.. كنت الحكيم .. هل نودعك أم تودعنا .. *** بالرغم عن جبة المحاماة التي لبست جسمك النحيف لم تبخل علينا بما تختزنه ذاكرتك الملأى بنضالات نساء ورجال التعليم .. كنت تنقل لنا في كل لحظة ومناسبة ماقام به هؤلاء الرسل من أجل عزة هذا لوطن. ونسائل النفس اليوم كيف لهذه الروح لم تغادر ذلك الجسم النحيل يوم نقلت في مخزن سيارة احد زملائك من فاس، او يوم اخفوك زميلاتك في دولاب بغرفة بجناح الطالبات بالحي الجامعي عندما كان البحث عليك حثيثا .. ويتسرب الجواب : هي الروح دائما من امر ربي هو وحده من يختار زمنها.... كنت رجل تعليم في جبة رجل محاماة .. كنت تجمع بين الحسنين .. كنت متواضعا بقدر قوة و عظمة شخصيتك .. كنت متواضعا تواضع الكبار .. هل نودعك ام تودعنا .. *** هاهم اليوم أحباؤك واصدقاؤك يحضرون معك في ساعة و لحظة ننتظروها جميعا.. لكن صدمة الفراق هي التي توجع .. فهنيئا لهم بك و هنيئا لك بهم .. *** نم قرير العين : فلقد صادقت فأخلصت .. وتعهدت فاوفيت .. و ناضلت فارخت .. وذهب فتركت ..