دعت جمعيات ثقافية ومدنية إلى ضرورة الالتفاف حول ملف المركز الثقافي بتازة ، مطالبة السلطات المعنية والجهات المختصة بالدفع قدما بالمشروع إلى حيز التنفيذ، وناشدت المسؤولين والأوصياء على الشأن الثقافي والفني «كي لا يفرطوا في هذا المكسب الذي هو في الأصل مكسب للجميع، بل وحق طبيعي وشرعي للحاضر كما وللأجيال المقبلة.» وكان «المجتمع الثقافي و المدني» بحاضرة عبد المومن بن علي الكومي قد استبشر خيرا قبل وإبان الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة ، بخبر الشروع في الإنجاز الفعلي للمركب الثقافي مولاي يوسف.. لكن وحسب أغلب الفعاليات ممن حاورتهم الجريدة في الموضوع، أكدوا لها بأسف شديد أن البشرى ولحسابات مجهولة أصبحت قاب قوسين من النسيان .» حدث ذلك يقول عبد الإله بسكمار فاعل جمعوي ، رغم أن المشروع مصادق عليه ومستكمل الدراسات، ووضعيته العقارية سليمة ولا ينتظر سوى التنفيذ.» من جهة ثانية تساءل عبد الكريم نعمان نائب كاتب مجلس جماعة تازة وعضو المجلس الإقليمي عن مصير الأموال التي صُرفت على هذا المشروع من دراسة وغيرها، مستغربا من طبيعة هذه القرارات التي لا تخدم التنمية ولا الثقافة بالمدينة ولا المجتمع برمته ، عضو المجلس الإقليمي دحض فرضية الادعاء القائل بأن عقار المشروع به مشاكل ، وهذا لا أساس له من الصحة على حد تعبيره وإنما المشكل في المقاول الذي لم يحصل على واجباته المادية. « المستشار ذاته حذر من إمكانية استرجاع الأرض التي سيقام فوقها المركب من لدن جمعية الكنائس العالمية التي فوتت هذه الأرض للجماعة قصد بناء فضاء ثقافي لأبناء المدينة، وفي حالة العجز عن انجاز المشروع لا قدر الله يؤكد « مدني العدادي «فإن المدينة ستفقد تحفة فنية وصرحا ثقافيا ما أحوج مدينة تازة إليه.» ويقول أحد أبناء مدينة تازة «من سيحاسب الذين يريدون تدمير ما تبقى من رأسمالنا الرمزي ؟ ويضيف بحسرة وألم : الثقافة ...يعني النور والروح والمعنى .. وهم يريدون أجيال الإسمنت والأزرار الغبية .. .أجيال الضباع فقط «...في الوقت الذي ينبه فيه ملك البلاد بمناسبة وغير مناسبة إلى أهمية الرأسمال الرمزي واللامادي للمغاربة ....كل المغاربة؟ وحمل عبد الإله بسكمار المسؤولية الكاملة للحزب الحاكم بقوله» لا يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يتملص من مسؤولية ما يجري تحت نظره وسمعه بتازة ، خاصة في قضية المركب الثقافي. إنه في موقع التسيير ويجب أن يتحمل مسؤوليته كاملة في إطار استمرار المرفق العمومي وإخراج مشروع ثقافي إلى حيز الوجود لفائدة الشباب .. .وعموم الساكنة ...و إذا وضع الطرف الآخر العصا في العجلة ، يضيف ذات المصدر «فيجب إعلان كل شيء للساكنة .. .حتى يتحمل الجميع مسؤوليته ويكون الناخبون على بينة من الذي يخدم مصالح الإقليم ممن يغلب مصالحه الشخصية أو السياسوية الضيقة ...» وبدأت فعاليات ثقافية تنسق فيما بينها على أساس تعبئة لوقفة احتجاجية حاشدة، معتبرة أنأمر الاستغناء عن المشروع «- تحقير لتازةالمدينة وإهانة لشبيبتها والكتاب المغاربة وكافة المثقفين بها « سيما والمدن المجاورة لتازة ومنها جرسيف والحسيمة وفاس ، كلها تتوفر على مركباتها الثقافية.