أقدمت سلطات مقاطعة عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء يومي الثلاثاء، و الأربعاء ب "الكاريان سنطرال» على هدم عشرات البراريك و المحلات التجارية. وقد استعانت بعشرات العمال من الانعاش الوطني في عملية الهدم،مدججين بفؤوس وجرافات ضخمة،أمام أعين عناصر من القوات العمومية والأعوان القضائيين. المواطنون الذي هدمت أكواخهم، ولم يعد لهم مأوى أو أحد يستضيفهم اتقاء البرد القارس والجارح الذي تعرفه بلادنا في الآونة الأخيرة،أو يرق لأطفال صغار وفي سن الزهور ونساء وبناتهن، أمضوا ليلة الثلاثاء الأربعاء في الخلاء البارد ولم ينفعهم سوى خشب أكواخهم المحطمة،تحطم قلوبهم على ما آل إليه مصيرهم،ولا يد لهم فيه. ومن المعلوم أن المتضررين اشتكوا مرارا من أجل إيجاد سكن بشروط ومعايير تراعي كرامة الإنسان،بدل إقصائهم من الاستفادة وخاصة ذوي العدد الأسري،فكان الجواب أن أسرا أجبرت على الإفراغ دون البت النهائي في مراحل التقاضي. وتجدر الاشارة إلى أن عملية الهدم هذه،ليست هي الأولى من نوعها، فقد سبقتها عمليات أخرى، تأتي بعد استصدار أحكاما قضائية بالإفراغ و الهدم. ولم تسلم أقدم معلمة بالحي المحمدي المحمدي من جرافات الهدم وهي «الصاكة الصفراء"هذه المعلمة التاريخية العريقة والذاكرة الشاهدة على حكايات من صميم الواقع بالحي المحمدي.