الازدهار الذي تشهده سوق التجارة الإلكترونية في المغرب جعلت كبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذا الميدان توجه أنظارها نحو المغرب، وهو ما يعكسه قرار العملاق الأمريكي «دوبلي» ولوج السوق التجاري الالكتروني المغربي وجعله بوابة استثماره بافريقيا. ويعتبر دوبلي أكبر موقع الكتروني تجاري في العالم، حيث تأسس سنة 2003ويتوفر على أكثر من 16000 محل ومتعامل عبر الانترنت وأكثر من 450 مليون مشتري ومستهلك يقتنون احتياجاتهم المتعددة والمختلفة عبر بواباته، علاوة على عروضه الممتازة وطريقة الأداء عبرها الآمن، ومعلوم أن التجارة الالكترونية في المغرب شهدت في الآونة الأخيرة تطورا كبيرا، حيث تشير التقارير إلى أن التسوق عبر الانترنيت في عام 2015 سجل حوالي 1.2 مليار درهم كرقم معاملات مقابل 300 مليون درهم فقط في عام 2010، أي بزيادة قدرها أربعة أضعاف في 5 سنوات مع توقعات مهمة لتطور هذه التجارة الحديثة . يعزى هذا التطور إلى تواصل المستهلك المغربي بالمواقع التجارية عبر الانترنيت واستعماله المتزايد لبطاقات الأداء والائتمان الصادرة عن الأبناك المغربية سواء للسحب أو الأداء . حيث إن هذا التطور المهم والسريع دفع المواقع الالكترونية التجارية المغربية لرفع حجم استثماراتها وتنويع عروضها وتأمين مواقعها الالكترونية حتى يتسنى للمستهلك المغربي اقتناء مشترياته بكل وضوح وأمان. سجلت التجارة الإلكترونية في المغرب طفرة كبيرة في السنتين الأخيرتين، خصوصا بعد انضمام مواقع أجنبية إلى السوق المغربية. وحسب ما كان قد أورده موقع «ومضة» المتخصص في متابعة جديد الشبكة العنكبوتية في العالم العربي، فإن مرد ذلك هو سهولة الولوج إلى الإنترنت في المغرب، الذي أصبح يحتل المرتبة الثالثة إفريقيا من حيث الولوج إلى الشبكة العنكبوتية، بعد كل من نيجيريا ومصر، حيث يضم المغرب حوالي 16.5 مليون مستخدم للإنترنت، أي ما يمثل 51 بالمائة من الساكنة. ويضيف الموقع أن المغاربة تستهويهم عملية البيع والشراء عبر الإنترنت (أحيانا من خلال وضع البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف)، إذ عرفت هذه السوق رواجا بقيمة 58 مليون دولار، أي ما يناهز 504 مليون درهم سنة 2011. ووفق أرقام الفيدرالية الوطنية للتجارة الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة حوالي 102 ألف مشتر مغربي على الإنترنت. غير أن العائق الذي لا يزال المستثمرون في المجال يتخوفون منهم يتعلق بالأساس بارتفاع معدلات الأمية في المغرب والتي تصل إلى 56.1 بالمئة.
