«الله ياخذ الحق « « الحكرة « .. بهذه العبارات حكى لنا عادل.ب أحد عناصر الوقاية المدنية بمكناس وهو ممدد على سرير متنقل يتلقى الإسعافات الأولية بمصلحة المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بمكناس نتيجة انهيار عصبي تسبب فبه القائد الإقليمي للوقاية المدنية، حسب نصريحه . وتعود فصول القضية إلى حمل عادل لخمس قطع خشبية مربعة استقدمها من الملتقى الدولي للفلاحة، وضعها تحت فراشه، وفي اليوم الموالي وهو يهم بنقلها إلى خزانته الخاصة، استفسره القائد الإقليمي عن مصدرها، وبينما عادل يسرد حكاية هذه القطع قاطعه القائد الإقليمي وأهانه بعبارات حاطة بكرامته، وفق روايته ، بعدها استدعاه إلى مكتبه واستفزه من جديد، وهنا نفد صبره، ولم يقدر على تحمل ما سمعه منه، فانهار بعد أن نزع ملابس العمل، وبدأ يصرخ وشرع في لطم يديه وأنحاء جسده ... ولم يشعر إلا ورفاقه يحملونه إلى مصلحة المستعجلات. وفي اتصال بالقائد الإقليمي للوقاية المدنية، استصغر الأمر، واكتفى بترديد عبارة « المشكل إداري داخلي، وجد عادي ولا يستحق التهويل» رغم إلحاح الجريدة على استجماع معطيات أخرى. بالمقابل أجمعت عناصر الوقاية المدنية، أن عادل من بين أحسن العناصر بالقيادة الإقليمية، ملتزم وخلوق ومواظب ومتفان وشجاع في عمله، ولا يمكنه أن ينهار سوى إذا مست كرامته، مضيفة على أن القائد الإقليمي يعاملهم معاملة غير لائقة. وعاينت الجريدة أحد أفراد رجال الأمن وهويستمع لعادل قبل أن ينصحه بالاعتناء بصحته أولا، ويطلب من رفاقه أن يصطحبوه إلى مقر الديمومة حين استرجاع أنفاسه ويهدأ من البكاء.