ساءل الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين ،مساء أول أمس، الحكومة ضمن جلسة الأسئلة الشفوية حول التدابير والإجراءات التي اتخذتها الوزارة الوصية عن الشأن التعليمي، بخصوص امتحانات الباكالوريا والتي سيخضع لها مئات آلاف التلاميذ المغاربة في الأسابيع القادمة. وذكر المختار صواب باسم الفريق الاشتراكي بأهمية قطاع التعليم والدور الذي يلعبه في تكوين الناشئة وكذا دوره كقاطرة للنمو والتقدم وصنع أجيال المستقبل، وكركيزة لبناء مستقبل البلاد العلمي وضمان تطورها وازدهارها في كافة المجالات. واعتبر صواب أن الغش في الامتحانات أضحى ظاهرة بنيوية تصيب تعليمنا في مقتل وتحط من قيمة شواهدنا العلمية، وهو مرتبط بالمنظومة التربوية ككل، مما يتطلب، حسب عضو الفريق الاشتراكي، ضرورة مراجعة تقييم أداء التلاميذ باعتماد أساليب جديدة في الامتحانات عوض الأساليب التقليدية التي أضحت غير ذات جدوى علميا وأكاديميا. وأشار صواب إلى أن الغش في الامتحانات اتخذ منحى تطوريا سريعا وبأساليب متطورة، وأضحى كذلك مثار اهتمام المواطن ووسائل الإعلام، ونبه المستشار إلى أن الغش يفقد العملية قيمتها ويضرب في العمق مبدأ المنافسة الشريفة، كما أن النجاح عبر الغش يشجع على خلق أجيال لا تحظى بالتكوين الحقيقي الذي من أجله تراهن البلاد بإمكانيات ضخمة تسعى إلى تطويرها بشكل مطرد لكسب رهان جودة التعليم. و أضاف المستشار الاتحادي أن الغش يضرب في عمق العلاقات بين أطراف العملية التربوية ، واعتبر أن انتشار الظاهرة يمس القيم الوطنية والإنسانية النبيلة وينشر الظواهر السلبية في المجتمع المغربي. وطالب المستشار الحكومة على العمل بجد للتصدي للظاهرة وبكل الوسائل التربوية والبيداغوجية والإبداع في هدا المجال، وفي المقابل رفض الفريق الاشتراكي إنزال العقوبات الحبسية في مواجهة التلاميذ، على أن تطال هذه العقوبات، العصابات التي تعمل على العبث بالامتحانات عبر تسريب أوراقها بأي صيغة كانت، والضرب على أيدي العابثين بقوة، طبقا للقانون. وأعلن صواب رفض الفريق الاشتراكي للحلول المرتجلة والظرفية ، و شدد على وجوب البحث عن حلول لاستئصال الظاهرة وإنقاذ المنظومة التربوية من العبث لأن في إنقاذها وضع لمسار نمو البلاد ككل.