تسمح أجهزة التوقيت المتطورة في الألعاب الأولمبية بتفادي أخطاء جسيمة وتحديد نتائج الرياضيين بدقة كبيرة، وبالنسبة لألعاب ريو حدثت تطورات لافتة لكل رياضة على حدة، بحسب الموقع الرسمي لأولمبياد ريو 2016 الذي اختتم الأحد. ففي ألعاب القوى، وخصوصا سباقات السرعة، أصبحت الانطلاقة الخاطئة تكلف استبعاد العداء من السباق مهما علا شأنه، والجامايكي أوساين بولت أكبر دليل على ذلك، اذ خرج من سباق 100 م في بطولة العالم في دايغو عام 2011 بسبب انطلاقة خاطئة. ويضم ناظم الكشف عن الانطلاقات الخاطئة استشعارات وضعت وراء مكعبات خط الانطلاق، تقيس بمعدل 4 آلاف مرة في الثانية الضغط الأفقي للرياضيين خلال عملية الانطلاق. وبحال أي انطلاقة خاطئة، ولو لم تظهر للعيان، تبلغ أنظمة الاستشعار الحكام مباشرة. وبات تركيب أربع خلايا جديدة على خط الوصول ضروريا من أجل تقييم أفضل لموقع العداء. وتستخدم هذه التقنية أيضا للألعاب البارأولمبية في سباقات الكرسي المتحرك. ويدرك البحريني-الجامايكي الأصل أندرو فيشر جيدا معنى ذلك، بعدما أقصي من نصف نهائي 100 م عندما كان واقفا إلى جانب بولت، وزعم أن طوافة محلقة على علو منخفض شتت تركيزه. وفي القوس والنشاب عندما يصيب السهم الهدف، يبحث عنه جهازا استشعار من الليزر لاحتساب مسافته عن مركز الدائرة. ويقوم هذا النظام باحتساب المسافة بدقة تقارب 0.2 ملم، وهو ما لا تراه العين المجردة. كما أن النظام سريع جدا، ويوفر النتائج في أقل من ثانية، ما يتيح إقامة المسابقات في زمن أقل، ولا يرهق الحكام باحتساب النتائج. وفي رياضة الغولف، ثبتت لوحة النتائج على أربع قواعد وتم تدعيمها بأجهزة رادار. عندما يضرب اللاعب الكرة، يتم تسجيل البيانات وعرضها في الوقت الحقيقي للسماح للمشجعين بمتابعتها على الفور. وفي المياه المفتوحة وضمن مسابقة الترياتلون، سمح قوسان يعملان من دون محرك وعلى طاقة مستقلة بتسهيل عملية توزيع العوامات البحرية، قبل بداية كل سباق. وفي السباحة، تقوم عدادات القياس موضوعة تحت المياه، بمقاومة الضغط على تردد منخفض. يتم تكييف هذه التكنولوجيا وفيها آلات تصوير قادرة على التقاط 100 صورة في الثانية. يتفحص الحكام هذه الصور، في حال أي نتيجة متقاربة لتبديد الشكوك. وفي ألعاب بكين 2008، ساهمت التكنولوجيا بتفريق الأميركي مايكل فيلبس عن الصربي ميلوراد كافيتش في سباق 100 م فراشة لمصلحة الأول بفارق واحد بالألف من الثانية. وعندما تجلس على مدرجات أي من الألعاب، التي أقيمت عليها المنافسات الرياضية في ريو دي جانيرو، لا تمر ثوان قليلة حتى تصدر النتائج المفصلة والرسمية لجميع المنافسين، فضلا عن صورهم وإعادات ورسوم بيانية. ووضعت الة تصوير جديدة لتحديد الفائز «فوتو فينيش» قادرة على التقاط 10 آلاف صورة في الثانية، مع تحسين عدسة تتيح رؤية صورة أكثر وضوحا ودقة، وتستخدم لتحديد الترتيب النهائي. وفي سباق 200 م ضمن ألعاب القوى في ريو، هيمن الجامايكي أوساين بولت كعادته متفوقا على الكندي أندريه دو غراس، بيد أن المركز الثالث بقي حائرا بين الفرنسي كريستوف لوميتر والبريطاني آدم جميلي (12،20 ثانية). لكن بعد ثوان قليلة قطع الشك بيقين الفوتو فينيش، ليحصد الفرنسي برونزيته بفارق 3 بالألف من الثانية. وأعلن ألن زوربيست الرئيس التنفيذي لشركة «سويس تايمينغ»: «هناك 28 رياضة ولقد عملنا كأننا نطور 28 بطولة للعالم». من دون أجهزة توقيت وابتكارات لا يمكن إقامة ألعاب أولمبية، فالرياضي بحاجة إلى ملعب ومن يحتسب نتائجه.