كشفت التقرير السنوي للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن المغاربة تحدثوا أكثر من 52 مليار دقيقة عبر الهواتف المتنقلة خلال سنة 2015. ويشير هذا الرقم إلى انتعاش الحركة الهاتفية الصوتية التي سجلت ارتفاعا ناهز 10 بالمئة مقارنة مع سنة 2014، الذي عرف تسجيل أكثر من 48 مليار دقيقة. وأظهر التقرير ارتفاعا كبيرا في حجم استهلاك المغاربة لخدمات الاتصالات الهاتفية، ما يؤشر إلى ارتفاع في وتيرة استخدام خدمات الشركات الثلاث المشغلة لقطاع الاتصالات في البلاد. وعزا التقرير هذا الارتفاع الملحوظ إلى انخفاض أسعار خدمات الاتصالات الهاتفية بسبب المنافسة الكبيرة بين الشركات المزودة لخدمة الاتصالات في المغرب. وأظهر التقرير أن خدمات الاتصالات مسبقة الدفع تستحوذ على 94 في المئة من سوق الاتصالات الهاتفية في البلاد. وبالنسبة للاستهلاك الفردي، يشير التقرير إلى أن الاستعمال المتوسط الشهري الصادر عن كل زبون في الشبكة المتنقلة سجل بدوره ارتفاعا في الفترة الممتدة من متم 2014 إلى متم 2015 بنسبة 10 في المئة ليبلغ 101 دقيقة، وهو ما يعزا إلى ارتفاع الاستعمال المتوسط على مستوى الأداء اللاحق، الذي ارتفع بنسبة 22 في المئة ليصل إلى 591 دقيقة لكل زبون شهريا، والتحسن الطفيف (1 في المئة) بالنسبة للأداء المسبق الذي بلغ 72 دقيقة لكل زبون شهريا. ومقابل ارتفاع وتيرة استعمال الهاتف النقال، سجلت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات انخفاضا في حركة الرسائل النصية الصادرة بنسبة 16 في المئة، لتبلغ 16.6 مليار وحدة خلال 2015، مقابل 19.67 مليار وحدة السنة التي سبقتها. وبالنسبة للفاعلين في الهاتف المتنقل، تواصل مجموعة اتصالات المغرب هيمنتها على السوق، حيث بلغت حصتها 42.48 في المئة، تليها ميدي تيليكوم (31.89 في المئة) ثم وانا كوربوريت (25.63 في المئة). ويشير التقرير إلى أنه إجمالا لم يعرف توزيع المشتركين في خدمتي الهاتف المتنقل بالأداء المسبق وبالأداء اللاحق خلال سنة 2015 تغييرا ملموسا، إذ ظل الأداء المسبق مهيمنا بنسبة 93.81 في المئة، مع تراجع طفيف قدره 1 في المئة مقارنة مع سنة 2014. وبالنسبة للهاتف الثابت، فللسنة الخامسة على التوالي تسجل سوقه تراجعا ملحوظا، إذ تراجع من 2.43 مليون مشترك سنة 2014 إلى 2.22 مليون مشترك سنة 2015، أي بتراجع بنسبة 11 في المئة خلال سنة واحدة فقط. كما أن نسبة نفاذ الهاتف الثابت انخفضت بدورها من 7.5 في المئة سنة 2014 إلى 6.57 في المئة سنة 2015. ويشير التقرير إلى أن حصة المشتركين المقيمين قد تراجعت لفائدة المشتركين المهنيين، ومع ذلك فقد ظل المشتركون المقيمون في الصدارة في السوق، إذ يستحوذون على 78 في المئة من حصة السوق مقابل 21 في المئة لفائدة المهنيين و1 في المئة بالنسبة للمخادع الهاتفية. أما سوق الإنترنت، فيواصل منحاه التصاعدي، مسجلة نسبة نمو تفوق 45 في المئة، بحظيرة مشتركين تقارب 14.5 مليون مشترك، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على نسبة نفاذ خدمة الإنترنت التي بلغت 42.75 في المئة من الساكنة. ويستحوذ مشتركو الإنترنت المتنقل على السوق بحصة تفوق 92 في المئة من الحظيرة الإجمالية للمشتركين في خدمة الإنترنت، مقابل 90 في المئة عند متم سنة 2014. ولقد بلغ عدد المشتركين في خدمة الإنترنت حوالي 13.34 مليون مشترك، بارتفاع قدره 48.5 في المئة. وبدوره تحسن الولوج إلى الإنترنت عبر خدمة الهاتف الثابت (ADSL)، إذ سجل المشتركون في هذه الخدمة ارتفاعا بنسبة تفوق 15 في المئة، أي من 982 ألفا و829 مشتركا سنة 2014 إلى مليون و131 ألفا.