كلاب ضالة، حمير، بغال، رعي، بناء عشوائي، أسواق أسبوعية، أسواق غير منظمة، الترامي على الملك العمومي، دور الصفيح، الأزبال.. كلها مظاهر تميز منطقة سيدي مومن الواقعة بتراب عمالة البرنوصي، حيث يصاب ببؤس هذه المشاهد كل من زار وعاين المنطقة وكأنها خارج المجال الترابي والجغرافي للعاصمة الاقتصادية المرشحة لأن تكون قطبا اقتصاديا عالميا، ومدينة نظيفة وآمنة تتوفر فيها شروط الحياة الكريمة.. حقيقة.. لم يحض حي سيدي مومن -إلى حدود الآن- بالاهتمام اللازم، وخاصة فيما يخص المرافق الأساسية كالمستوصفات والمناطق الخضراء وغيرها من المرافق الاجتماعية التي تبقى ضعيفة جدا وحكرا على بعض المناطق دون غيرها بالرغم من التوسع العمراني بالمنطقة.. ورغم أنها استقطبت مشاريع عقارية وأسال مجالها لعاب لوبيات العقار، إلا أن المرافق الحيوية تبقى آخر ما يفكر فيه وتكاد تكون شبه منعدمة.. لكن حاجة الشباب لفضاءات لقضاء أوقات الفراغ وأيضا حاجة الساكنة بكل فئاتها إلى فضاءات خضراء وغيرها يفرض تدارك الخصاص. ومعلوم أن ورشين انطلقت الأشغال فيهما أكثر من خمس سنوات لم يريا النور بعد، حيث أن عملية تنفيذ الأشغال بطيئة وتتوقف من حين لآخر.. ويتعلق الأمر بالمستشفى المحلي لسيدي مومن الذي يوجد قرب التجزئة السكنية رياض سيدي مومن والتشارك، حيث تعيش ساكنته معاناة حقيقية يومية.. فعوض أن تستفيد من هذا المرفق الصحي الذي طال انتظاره، أصبحت جنباته مكانا لأكوام النفايات والمتلاشيات والحشرات وفضاء للرعي وربط الحمير، والتي تشكل إزعاجا للساكنة بأصواتها شأنها شأن الكلاب الضالة بالليل كما بالنهار. أما أثناء حلول الليل، فإن هذه المنطقة تصبح مرتعا للمتسكعين والمجرمين تزاول فيه كل أنواع الإجرام والانحراف حتى الساعات الأولى من الصباح وتنتهي بمشاداة كلامية نابية تتطور إلى اشتباكات خطيرة؛ وذلك في غياب دوريات الأمن بشكل دائم ومستمر، ما يجعل الساكنة والعابرين لا يشعرون بالأمن. وللإشارة، فقد عرفت هذه المنطقة في شهر رمضان المنصرم، مجموعة من الأوراش الخاصة تتعلق بالنظافة والصباغة وغيرها، مع توافد العديد من المسؤولين ومن مختلف التخصصات بشكل يومي؛ وذلك في إطار الاستعدادات القبلية لزيارة من نوع خاص استبشرت معها الساكنة خيرا، لكن سرعان ما تبين في الأخير أن الزيارة تم إلغاؤها لأسباب غامضة، قد تكون لها علاقة بعدم اكتمال المستشفى المحلي لتدشينه رسميا.. فمتى تتدخل الجهات المعنية، سواء المحلية أو الإقليمية أو المركزية، بصفة دائمة لا مرحلية كل حسب اختصاصاته ومسؤولياته، لإنصاف هذه المنطقة ورفع الإقصاء والتهميش عنها؟..