يعيش عدد كبير من المغاربة على هاجس التدبير المالي لتوفير احتياجاتهم اليومية خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدنية التي تعيشها الأسر المغربية وبخاصة ذوي الدخل المحدود، فتوفير مبلغ إضافي يبقى أحد أهم الأشياء التي تقلق و تأرق الأسرة المغربية و تشغل بالها ، فالزيادات المتتالية التي عرفتها العديد من المواد الأساسية أدخلت المغاربة وطبقتها المتوسطة في دوامة البحث عن قنوات أخرى تستطيع عبرها و من خلالها تغطية عجز « الميزانية المنزلية» خاصة إذا توالت المناسبات و تتابعت ، العطلة الصيفية، عيد الأضحى والدخول المدرسي و ما تحتاجه هذه المناسبات مجتمعة أو متفرقة من موارد مالية إضافية تفوق الطاقة المالية لرب الأسرة الذي يلجأ في هذه الحالة إلى البحث عن حلول رغم أنها تحل جزء من المشكلة إلا أنها تنتج في السياق نفسه مشاكل قد تضعه في مأزق صعوبة الخروج منها و لعل أبرز الحلول التي يلجأ إليها المواطن المغربي في هذه الحالات هي القروض الاستهلاكية التي تفتحها عدد من المؤسسات البنكية و جمعيات القرض الصغرى وتستهدف بالدرجة الأولى موظفي القطاع العمومي والشبه عمومي و القطاع الخاص ، حل أصبح له ضحايا كثر ممن عجزوا حتى الآن عن تسديد أقساط السنوات الماضية . «تقهرنا بلكريدي» «ما يحس بالمزود غي لمسو طبه» عبارات تجدها على لسان المغاربة البسطاء مما يكتوون بلهيب الأوضاع الاجتماعية و هي تعبير صارخ للمعاناة التي تعيشها الأسرة المغربية بسبب ضعف قدرتها الشرائية و غلاء المواد الاستهلاكية وغياب ثقافة الادخار لدى اسر أخرى، حكايات تتناسل هنا و هناك لرجال وسيدات عايشن الأزمات المالية وانكووا من حر حلول لجئوا إليها مضطرين بين السلف بفائدة قد تصل في أحيان كثيرة إلى 20 % يتم تسديدها مع مبلغ الدين على مدد معينة يحددها الدائن و بين من يلجأ إلى بيع أثاثه المنزلي و هو حل لا تجد عدد من الأسر المغربية عنه سبيلا خاصة عند اقتراب عيد الأضحى المبارك حيث تضطر الأسرة إلى بيع أجهزتها الكهرومنزلية بأثمنة غير ثمنها الحقيقى كما أن هذه المناسبة تكون فرصة لمقتنصي الفرص لشراء بعض من الأثاث المعروض للبيع بأثمنة جد رخيصة حيث يصبح توفير ثمن أضحية العيد هو الهاجس الذي يتحكم في اتخاذ مثل هذه الحلول وهي الظاهرة التي تتميز بها المدن الكبرى عن سواها من المدن الصغرى، لكن في المقابل نجد عدد قليل ممن يتعامل مع مناسبة عيد الأضحى بنوع من «الذكاء» إن صح التعبير حيث يقوم رب الأسرة مثلا بشراء خروف لا يتجاوز عمره الستة أشهر و بثمن يصل في أقصى حد الألف درهم يودعه لدى أحد الكسابة ممن ألف اقتناء أضحية العيد منه مقابل توفير كيس من الشعير على سبيل الدعم ليحصل بعد مرور أشهر و مع العد العكسي للعيد على أضحيته كاملة و بهذا يكون قد وفر مبلغا مهما من هذه العملية لجوء بعض الأسر المغربية إلى تدابير مالية إضافية دون أن يضع في حسبانه تداعياتها قد تجلب على الأسرة العديد من المشاكل و المشاحنات التي قد تصل إلى حد إشهار ورقة الطلاق خاصة أن عدد من الزوجات يكون همها الوحيد هو توفير أضحية العيد بأي ثمن للتباهي بها أمام الجيران غير مكثرة بالظروف المادية لزوجها الأمر الذي يدخلهما في ملاسنات و مشاجرات قصد حد الخصام أو الطلاق. فالمغاربة لم يتعودا بعد على ثقافة الادخار حتى و إن كان جزئيا مما جعل العديد منهم عرضة لشبح الاستدانة شرعية كانت أم ربوية ، و كذا إلى حلول ذكرناها أنفا ما تلبث أن تتحول إلى كابوس يأرق راحة الأسرة و يدخلها في دائرة البحث عن بدائل لتداركها و لتسديد مبالغ مالية مع فوائدها و قد يفشل في ردها في أجالها و من هنا تبدأ معانات جديدة قد تنتهي بالسجن أو الاقتطاع الكلي للراتب الشهري.