الجلوس في السيارة خلال زحمة السير يكفي لإثارة أعصاب أكثر الأشخاص بروداً ورفع ضغطهم. ولكن دراسة جديدة وجدت أن ضرر الانتظار في زحمة السير بالصحة أسوأ مما كان يُعتقد في السابق. لفت العلماء من خلال دراسة حديثة إلى أن الجلوس في السيارة خلال زحمة السير يعرض السائق ومن معه إلى ملوثات قاتلة يمكن أن تلحق ضررا خطيرا بالصحة بعد أن وجدوا أن مستويات التلوث داخل السيارات تزيد بنسبة 40 في المئة خلال الانتظار لانفراج زحمة السير وعند التقاطعات المزدحمة. وتسهم المراوح التي تسحب الهواء من خارج السيارة بقسطها في زيادة الأذى.وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من أن خطر الإصابة بالسرطان من جرّاء تلوث الهواء خارج البيت لا يقل عن خطر التدخين. وتوصلت الدراسة إلى أن من المتوقع أن يقتل هذا التلوث أكثر من 6.5 ملايين شخص سنوياً في العالم بحلول عام 2050 ، وهو رقم يزيد مرتين على الرقم الحالي. عالميا تسبب مشكلة التلوث وفاة نحو 3.3 ملايين شخص قبل الأوان سنوياً وخاصة في آسيا. وتعود الوفاة المبكرة إلى سببين أساسيين من أسباب التلوث هما المادة الجزيئية الدقيقة المعروفة باسم بي أم 2.5 وثاني اوكسيد النتروجين السام ، وكلاهما ينبعثان من سيارات الديزل والشاحنات والحافلات. وتؤثر هذه الملوثات في قدرة الرئة ونموها وترتبط بأمراض بينها سرطان الرئة ومرض القلب. ويُقدر أن نحو ثلث الجلطات ناجمة عن تلوث الهواء ، كما أظهرت دراسات سابقة. ويأتي تلوث الهواء بين الأسباب العشرة الأولى للجلطة إلى جانب أسباب معروفة مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والبدانة. وتقتل الجلطة ستة ملايين شخص سنويا في العالم فيما يُصاب كثير من الناجين بالشلل ومشاكل في النطق وتغيرات في الشخصية. وقال العلماء الذين أجروا الدراسة في جامعة أوكلاند التكنولوجيا في نيوزيلندا إن الانبعاثات الغازية خلال زحمة السير تستغرق وقتاً أطول للتشتت في الهواء وخاصة في المناطق المبنية. وهي نتيجة لذلك تتراكم في الهواء عند إشارات المرور الضوئية المعروفة بكونها بؤر تلوث للمارة ومستخدمي السيارات. ويكون السائق الأشد تضررا كما أظهرت دراسة أجرتها جامعة سيري البريطانية حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يفتحون نوافذهم يستنشقون من جزئيات بي أم 10 ملوثات يصل قطرها إلى 10 مايكرومتر سبعة أمثال ما يستنشقه المارة. ويمكن استنشاق جزئيات بهذا الحجم إلى أعماق الرئة ويمكن أن تعلق في الأنف أو الفم أو الحنجرة ، ومن هناك يمكن أن تصل إلى الدم وتمارس تأثيرها الضار في الجسم.