أينما سرت وأينما مررت في شوارع المدينةالجديدة إلا وتصادفك الآليات والمزمجرات والعمال يهوون بمعاولهم على أديم الأرصفة والشوارع لحفر السراديب دون مبالاة لهبوب رياح الشركي الحارة التي تلفح وجوه المواطنين حاملة الغبار من مكان إلى مكان ومن وجهة إلى أخري حتى ليخيل للزائر أن مدينة فاس أصبحت مدينة منكوبة أو كأنها في حالة حرب خاصة عند منع السيارات من المرور واكتظاظها أمام كتل الأتربة . وأمام هذه الظاهرة أقفرت الشوارع وهجر الزبناء المطاعم والمقاهي والمتاجر مما زاد في تفاقم الوضعية الاقتصادية لأصحاب المحلات الذين لا ترحمهم إدارة الضرائب من أداء الواجبات الضريبية رغم ما آلت إليه المدينة من هشاشة اقتصادية في جل المجالات . ورغم قساوة الصيف القائظ بفاس ورغم ما تعرضت إليه أشجار التصفيف من اجتثاث بشارع الجيش الملكي ومن هجوم متعمد على أشجار الفوقس بشارع محمد الخامس ،فان مسؤولي مجلس فاس لم يعيروا اهتماما لهذه الوضعية المزرية التي تشهدها شوارع وأزقة المدينةالجديدة وشوارع الدكارات وأزقتها في المستقبل القريب لان الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء تعمل على تغيير قنوات الشبكة المائية بهاتين المنطقتين في غياب آية مراقبة من طرف الجماعة . لقد كان من المفروض يقول ساكنة المدينةالجديدة ..ان تشترط الجماعة على الوكالة ألا تترك الحبل على الغارب وان لا تترك الأرصفة والشوارع في هذه الوضعية المزرية وذلك بإلزامها بان تبلط مباشرة الأرصفة التي قامت بحفرها وان تعيد الوضعية إلى ما كانت علية سابقا حتي تعود الحياة الاقتصادية إلى ما كانت علية سابقا كما كان من الواجب على الجماعة ان تجنب عددا من المواطنين أمراض الحساسية التي أصيبوا بها نتيجة الغبار المتطاير الذي أرهق ربات البيوت اللائي تتعرض منازلهن لهجوم الأتربة والأوساخ . ورغم احتجاجات المواطنين الفردية والجماعية لم تكلف الجماعة ولا الوكالة نفسها عناء غسل الشوارع والأزقة التي كانت ولا تزال اوراشا للعمل رغم أن الجماعة والوكالة تتوفر على شاحنات صهريجيه في الوقت الذي غاب فيه عمال النظافة العاملون بشركة أوزون التي تدبر قطاع النظافة بالتفويض عن القيام بعملهم حيث كانت الفرصة مواتية بالنسبة لهم إذ تخلوا عن مكنساتهم في عدد من الأزقة ، ولم تكلف الشركة نفسها أيضا عناء غسل هذه الشوارع رغم أنها تملك شاحنة صهريجيه وهي ملزمة بالقيام بهذا العمل إذا ما تدخلت الجماعة لان ذلك يدخل ضمن اختصاصها وضمن بند من بنود الاتفاقية المبرمة مع الجماعة . فالي متى ستظل وضعية دروب وشوارع المدينة على هذا الحال ؟وهل ستعيش ساكنة هذه المنطقة في هاته الوضعية المزرية حتى تتم عملية تغيير القنوات المتلاشية والتي تتطلب مدة زمنية طويلة ؟ لتقوم الوكالة بعد ذلك بتكليف شركة أخرى لإعادة تبليط الأرصفة الشيئ الذي يرفضه المواطنون جملة وتفصيلا .