في إطار خوض اتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية غمار الاستحقاقات 7 أكتوبر نعرض للمواطنين والمواطنات برنامجنا المحلي الذي نعتبره ميثاقا وتعاقد يجمع بين برلمانيين الحزب وناخبيه حيث استمد من الأوراق المقدمة من المؤتمر الإقليمي الثاني بالفقيه بن صالح الذي نقش فيه ورشات المؤتمر وتمت المصادقة عليه بالإجماع من طرف المؤتمرين . يستمد برنامج الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أفكاره وركائزه من أولويات ، تم ترتيبها قطاعيا حسب المتطلبات الأساسية التي يعتبرها الإتحاد من الأسبقيات التي يجب النضال من أجل تحقيقها لتستجيب أمال وانتظارات المواطنات والمواطنين بإقليمنا العزيز الفقيه بن صالح. ويتمحور البرنامج المحلي حول قطاعات أساسية : القطاع الاقتصادي يعد إقليم الفقيه بن صالح واحد من الأقاليم الحديثة النشأة ، يزخر بعدة مؤهلات تنموية تجسدها قطاعات حيوية كالفلاحة و الصناعة من شانها أن تجعل منه قطبا اقتصاديا قادرا على المساهمة المتميزة في تسريع وتيرة التنمية جهويا و وطنيا . يشكل القطاع الفلاحي بإقليم الفقيه بن صالح ، إحدى الإمكانيات التنموية الأساسية نضرا لتوفر الموارد الطبيعة ، إلا أن القطاع يواجه عددا من التحديات و الاكراهات التي تحد من نموه و انتعاشه ، و تجاوزها سيمكن من الحصول على النتائج المرجوة ، ليتبوأ القطاع حجمه و قيمته الحقيقية . تعتبر الفلاحة النشاط الاقتصادي الأول بالإقليم ، حيت يستمد قوته من توفر المناخ الملائم و مصادر مائية مهمة سواء الجوفية منها أو السطحية ، كذلك يستفيد القطاع من وفرة الشغيلة الزراعية . ويعتبر الحليب من ابرز المتوجات الحيوانية لإنتاج يصل إلى 150مليون لتر . تناهز المساحة الفلاحة الصالحة للزراعة حوالي 200الف هكتار من مجموع 570الف هكتار بجهة نادلا ازيلال و تعد الحوامض و الحبوب المسقية و البورية و المواد العلفية و الزيتون و الشمندر من أهم المتوجات النباتية بالإقليم الذي تبلغ مساحته 2610كلم مربع و عدد ساكنته حوالي 472الف نسمة حسب إحصاء 2014 تنحدر أساسا من قبيلتي بني عمير و بني موسى . و على الرغم من توفر الإقليم على مساحة فلاحيه هامة بحكم امتداده على سهل منبسط ، و بحكم موقعه الجغرافي المميز القريب من أهم الأسواق الوطنية ، فإن قطاع الفلاحة يواجه عدة اكراهات من بينها على الخصوص خضوعه لنضام سقوي متجاوز ، و صغر حجم الضيعات الفلاحية (اقل من خمس هكتارات) لا تسمح بتحقيق إنتاجية هامة و منافسة ، إضافة إلى ضعف التكوين لدى معظم الفلاحين و عدم نجاعة الجمعيات المهنية . إننا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، نؤمن و نطالب بسياسة فلاحية ذات مضمون اجتماعي تعمل على تحسين مستوى العيش و توظيف الطاقات الشابة المتمرسة و الغير متمرسة . و على صعيد قطاع التجارة و الصناعة ، يتوفر الإقليم على عدة وحدات عصرية من بينها معامل للحليب و الجبن و تكرير السكر و الزيوت و عصير الفواكه و مواد البناء بالإضافة إلى حوالي 70 وحدة صناعية صغرى تشغل حوالي 1300 من اليد العاملة و يبلغ رقم معاملاتها السنوي اكتر من مليار و نصف درهم و من المشاكل التي يواجهها القطاع النقص المسجل في البنيات التحتية للاستقبال التجاري و الصناعي ، و وجود قنوات تجارية تقليدية ، غير منضمة و هيمنة القطاع غير المهيكل ، و عدم تأهيل اغلب الوحدات الصناعية المتوفرة . إما بخصوص معدل النشاط للساكنة ، فكل شخص يبلغ سنه 15 سنة و اكتر ، صرح انه يمارس نشاطا و انه مستعد لمزاولته يعتبر من الساكنة النشيطة و تشمل كل الأفراد النشطين ، العاطلين و الأشخاص في وضعية البحت عن العمل ، و بخصوص هده الساكنة بإقليمنا ؛ يهيمن الذكور على مختلف الأنشطة الاقتصادية ذلك أن نصيب الرجال يمثل الثلثين بينما تشكل النساء نسبة كبيرة من الساكنة الغير النشيطة . و اذا أخدنا بعين الاعتبار الخاصية الشابة للساكنة فإننا بالمقابل نسجل عدم إدماج فئة الشباب في النسيج الاقتصادي للإقليم فهؤلاء لم يستفيدوا من التشغيل بالاوراش المفتوحة لمنجم لحلاسة الفوسفاطي المتواجد بتراب الإقليم ، الشيء الذي نعتبره تبذيرا لرأس مال هام ، ما يجعلنا أمام مفارقة الإقليم الغني بثرواته المادية و البشرية و فئاته الاجتماعية التي تعاني الفقر المدقع ، و تعتبر النسبة المرتفعة لمصنفين في وضعية الهشاشة الاجتماعية ، خاصة بالوسط القروي خير دليل على ذلك . المجال البيئي أن التهديد البيئي بالإقليم يعود بالأساس إلى مقذوفات الشركات المصنعة لمنتوجات الحليب التي تسرف باعتماد المصفاة (الفراغة) تخترق أحياء أهلة بالسكان ، متسببة في انتشار الروائح الكريهة التي لا تطاق إضافة إلى العواقب الوخيمة على مستوى الفرشة المائية . و من التهديدات البيئية أيضا ، معمل تركيب البطاريات و الوحدات التقليدية لإنتاج الزيتون . تنتج مدينة الفقيه بن صالح مثلا ، 84 طنا من النفايات يوميا بين نفايات منزلية و نفايات مؤسسات ، في غياب مطرح نفايات مراقب ، و يعاني الإقليم من اختلال توازن البيئي الناجم عن عدم احترام ضوابط التعمير . القطاع الاجتماعي (... ) إننا في الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مطالبون باستيعاب تمثلات وقيم شباب اليوم ( 60 في مائة ازدادوا بعد المسيرة الخضراء 1975 .) وطبيعة حاجياتها وبلورة خطة عمل يتكامل فيها التأطير السياسي بالتكوين الثقافي . لقد لعب الحزب دورا تاريخيا في الواجهة النقابية على مدى عقود من الزمن كان من أكثر عوامل تجدره في المجتمع وارتباطه بالشغيلة وعموم المأجورين لما أولاه للمسألة الاجتماعية من أهمية قصوى في مسيرته النضالية . إن مسيرة الكرامة الوحدوية ومسيرة 6 أبريل 2014 التي عرفتها شوارع البيضاء بكل دلالاتها وما عرفه المجتمع المغربي من احتقان نتيجة حصيلة الحكومة الكارثية من زيادات في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية نتيجة رفع دعم صندوق المقاصة والزيادة في أسعار الماء والكهرباء والمحروقات والإجهاز على تقاعد الشغيلة وتجميد الأجور والتهرب من الحوار الاجتماعي بالمراوغة والمماطلة وإغراق المغرب في أكبر مديونية في تاريخه وإقرار التشغيل بالعقدة وفصل التكوين عن التوظيف وتعويض الخصاص في الموارد البشرية بإسناده لشركات خاصة كشركات الأمن الخاص والنظافة مع فرض قطع الأجرة على كل استقالة أو إقالة إلى حدود وصول سن التقاعد العادي بالإضافة إلى ضرب القوة الشرائية لعموم الشعب المغربي وتفقيره . وكذا تسريح خمسة عشر ألفا من الأساتذة والأستاذات فيما يتعلق بالتقاعد النسبي وحوالي تسعة ألاف في التقاعد العادي زيادة على خصاص الموسم الدراسي الفارط دون خطة استباقية لتعويض هذا الخصاص بفتح مراكز التكوين وتشغيل الشباب العاطل وهو ما فجر مشكل الاكتظاظ إذ سيصل عدد التلاميذ في القسم الواحد إلى أكثر من 70 تلميذا ناهيك عن تعدد المستويات والأقسام المشتركة. كل هذا يتطلب نهضة نقابية فاعلة ومؤثرة في المسار العم للنضال الديمقراطي والاجتماعي الذي يخوضه مجتمعنا وأحزابه التقدمية اليسارية وكل قوى المجتمع المدني (...) .