في موضوع أنجزه الفاعل الجمعوي والناشط الأمازيغي، التجاني سعداني، تم فيه استعراض درجة «استفحال معاناة ساكنة دواوير جماعة سيدي اعمرو، إقليمخنيفرة، بسبب الجفاف الذي ضرب منطقة أزغار، ومظاهر التهميش والإقصاء»، حيث «لا تزال هذه المنطقة تتخبط في ظروف بدائية تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم، إذ لا وجود فيها لطريق معبدة ولا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا سكن لائق»، معظم العائلات تعيش في منازل أشبه بكهوف تتقاسمها مع الفئران والعقارب والثعابين التي تشكل خطرا دائما على حياتها. ويضيف صاحب الموضوع في ورقته التي تسلمت «الاتحاد الاشتراكي»نسخة منها، أنه «لاشيء تغير في هذه المنطقة المنكوبة منذ الأزل»، حيث «لم تدخل يوما في مخططات الدولة وحساباتها، فهي لا تثير إلا اهتمام بعض محترفي الانتخابات، وبعض مستغلي مقالع الرخام التي تزخر بها المنطقة ولا تساهم في أية تنمية ملموسة على المنطقة»، أضف إلى ذلك «تسبب الآليات الثقيلة في تدهور حالة الطرقات» . ولم يفت التجاني سعداني إبراز قساوة ظروف المنطقة جراء «غياب التجهيزات الأساسية، من طرق معبدة وكهرباء وماء ومراكز صحية، ولا حتى مشاريع تنموية يمكنها التقليص من معاناة الساكنة مع المعيش اليومي والأوضاع الاجتماعية المزرية»، بعض الدواوير،كايت بويشي، مثلا «أصبحت خالية من السكان بسبب الهجرة إلى المدن بحثا عن فرص العمل وآفاق أرحب»، زائد مخلفات الجفاف الذي «ضرب المنطقة هذا العام، وأدى إلى تضاؤل المحصول الزراعي ومردود تربية المواشي بشكل كبير، دون أي تدخل من طرف الدولة للتخفيف من أثار ذلك، ومن معاناة السكان عن طريق حفر الآبار وتوفير الأعلاف المدعمة للمواشي، وإيجاد حلول للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة»، يضيف سعداني. ويفيد التجاني سعداني، أنه «منذ أزيد من شهر، قامت السلطات المحلية بإنزال صهاريج للماء لا تتعدى طاقتها الاستيعابية طنا واحدا، وتوزيع صهريج واحد على كل دوار لا يكفي، حسب تعبير أحد السكان، لإيرواء ظمأ العصافير فما بالك بالمواشي وتزويد المنازل بالماء»، والأغرب أن بعض الدواوير كدوار أيت الخياط، «لم يتم تزويدها بالماء، ما أثار استياء السكان الذين عبروا عن إحساسهم العميق بالغبن والظلم جراء تعامل السلطات المحلية تجاههم، بينما قررت بعض الدواوير، وخصوصا دوار أيت الخياط، التحرك في سبيل إثارة انتباه الجميع لمعاناتها. وصلة بذات السياق، قام ممثلون عن ساكنة بعض الدواوير بعقد لقاء مع رئيس المجلس القروي لجماعة سيدي عمرو، يوم الخميس 15 شتنبر 2016، وعرضوا مشاكلهم لأجل إيجاد حلول لها، إلا أن الرئيس اكتفى بالقول إن الجماعة فقيرة ولا تتوفر على أي مورد ولو لتسديد فواتير البنزين، وأنه قام باتصالات مع المصالح المختصة لاسيما عمالة إقليمخنيفرة والمجلس الإقليمي والمجلس الجهوي لجهة خنيفرةبني ملال لإيجاد التمويلات الضرورية لتنفيذ المشاريع المبرمجة التي تهم الطرقات وحفر الآبار وتزويد الدواوير بالكهرباء، على حد قول الرئيس، كما جاء في ورقة التجاني سعداني. وأمام قتامة الوضع وانسداد الأفاق فإن الساكنة تترقب خطوات إجرائية للتخفيف من معاناة دواوير المنطقة التي ترزح تحت وطأة الفقر والظروف الطبيعية الصعبة ومظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي.