ما يثير في تصريح الزاكي، هو أنه جاء بعد 12 سنة وفي قناة تلفزية جزائرية، في الوقت الذي كان بإمكانه فعل ذلك في حينه وفي قنوات أو جرائد مغربية لتجنب الحرج من جهة، ولإعطاء تصريحه بعضا من المصداقية بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، وفي غياب الدافع، خرج مدرب الفريق الوطني السابق بادو الزاكي بتصريح في برنامج بقناة تلفزية جزائرية يحمّل فيه الجمهور المغربي سبب هزيمة المنتخب لنهاية كأس إفريقيا أمام الفريق الوطني التونسي. عودنا الزاكي دائما على السير ضد التيار، وعلى امتلاك الحقيقة رغم نسبيتها، لكننا لم نتوقع منه، بعد صمت طويل، على الخروج بمثل هذا التصريح. لم نجد مبررا واحدا لما صرح به، خاصة وأن الجمهور المغربي ظل مساندا للزاكي في كل « حروبه « مع الجامعة، ونأسف لأنه لم يحسن التصرف واستغلال زيارة الجمهور لمقر المنتخب بتونس العاصمة ويحوله إلى عامل محفز للرفع من معنويات اللاعبين. ما يثير في تصريح الزاكي، هو أنه جاء بعد 12 سنة وفي قناة تلفزية جزائرية، في الوقت الذي كان بإمكانه فعل ذلك في حينه وفي قنوات أو جرائد مغربية لتجنب الحرج من جهة، ولإعطاء تصريحه بعضا من المصداقية. قد يكون لتصريح الزاكي مبررا « سيكولوجيا « بعد أن تناسته الأحداث ولم يعد هناك من مبرر لاحتلال بياض المنشور نتيجة حروب صغيرة مع مسؤولي الجامعة أو غيرهم، لكن هذا « التهميش « الذي نراه منطقيا بحكم غياب مسؤولية التدريب بالمنتخب الوطني أو بإحدى الفرق الوطنية، لا يسمح بتحميل الجمهور مسؤولية الإخفاق والدفع به ليلعب دور خصم جديد في معركة خاسرة مسبقة بالنسبة للمدرب السابق للفريق الوطني، لأن انتقال المشجعين لمقر المنتخب جاء من دافع الحب له ولدعم العناصر الوطنية، وليس لما دار في رأس الزاكي، الذي حمّله متاهة العناصر الوطنية في مباراة النهاية وخسارتها، التي لها مبرراتها المنطقية، إن تعلق الأمر باستقبال تونس النهاية أمام جمهورها، وبالخطأ الكارثي للحارس فوهامي ، وببعض الأشياء الأخرى المتعلقة بالزاكي نفسه. ما نريد أن نذكر به الزاكي، هو أن زيارة الجمهور للفرق الوطنة يتم مع كل المنتخبات العالمية في الملتقيات الدولية، بل من المنتخبات مع يحرص على استقدام عائلات اللاعبين للرفع من معنوياتهم، ولم نسمع أن مدربا عالميا حقيقا احتج على هذا الأمر، بل خبرتهم وكفاءتهم تسهل عليهم مهمة استغلال ذلك لرفع الضغط عن اللاعبين، وهو عكس ما فكر فيه بادو الزاكي. ونحمد الله أن عائلات اللاعبين لا ترافق الفريق الوطني في خرجاته، وإلا طالب الزاكي، ربما، بتطليقهن لأنهن أثرن على استقرار وتركيز الفريق الوطني. تمنّينا لو أبقى الزاكي فمه مغلقا، حتى يحافظ على الصورة الجميلة التي يحتفظ له بها الجمهور المغربي.