بدأت أخبار اختفاء النساء وانتشار إشاعة -الاختطاف - منذ شهرين فقط، عندما اهتزت المنطقة، وتحديدا ب «بوسراف»، على خبر اختفاء مواطنة بمعية طفلتها الصغيرة التي لا تتجاوز ربيعها الثالث، دون أن يظهر لها أي أثر إلا بعد مضي حوالي شهر ونصف، ولم تتمكن من إفادة رجال الدرك في شيء، أو دلهم على أوصاف « مختطفيها »، وكم كانت المأساة قوية حين ظل زوجها يعاني مرارة ما تعرضت له زوجته إلى أن وافته المنية بعد مرور أقل من أسبوع عن الحادث. وخلال الأسابيع الأخيرة، استيقظت منطقة واد إفراد من جديد على نبأ هجوم عصابة على أسرة متكونة من أربعة أفراد، وعرضت رب الأسرة المسن وزوجته للتنكيل والتعنيف، قبل « اقتياد » ابنتهما المطلقة (32 سنة)، والسطو على مبلغ مالي وبعض الأغطية والحاجيات العامة، بينما تم العبث بأغراض ومحتويات المنزل الواقع بمكان منعزل، في حين نجت شقيقة المختطفة التي كانت في زيارة عائلية، وإثر ذلك نقلت الزوجة، في حالة حرجة، صوب مستشفى أزرو لتلقي الإسعافات الأولية، غير أن روح الأمومة فيها ظلت تتألم حيال مصير ابنتها. ولم تمر العملية المرعبة دون استنفار السلطات الأمنية والمحلية لعناصرها، بحثا عن المتورطين في الهجوم ومحاولة الوصول إلى مكان تواجد المواطنة المحتجزة، غير أن السلطات المذكورة لم تتمكن من تسجيل أية نتيجة إيجابية قبل أشعارها بعملية إفراج الجناة عن الضحية، ولم يتأكد أي أحد من أن الضابطة القضائية للدرك قد تعرفت على المتورطين في العملية ، دون معرفة ما إذا كانوا من أبناء البلدة أم خارجها؟، وقد اختارت الضحية السكوت و النزوح، رفقة أسرتها، إلى مريرت خوفاً من تكرار ما حدث .