بعد عام على هجوم سان برنادينو الذي قام فيه زوجان باقتحام مكتب وقتل 14 شخصا بالرصاص وإصابة 22 آخرين، لا تزال الولاياتالمتحدة تبحث عن أفضل السبل لمنع هجمات ما يعرف ب»الذئاب المنفردة». و»الذئاب المنفردة» هي التسمية التي تطلق على الأشخاص الذين يستوحون طريقة عمل الجهاديين لكن يعملون من دون تلقي أوامر من تنظيم معين. ويرى خبراء أن خطر الهجمات المنفردة ظهر مرة أخرى الأسبوع الماضي بعد إقدام طالب جامعي من أصول صومالية على صدم حشد بسيارته في جامعة ولاية اوهايو قبل مهاجمة مارة بسكين مطبخ، ما أدى إلى إصابة 11 شخصا قبل أن تقتله الشرطة، في آخر اعتداء من هذا النوع منذ 12 شهرا. ويظهر هذا النوع من الهجمات المنفردة تحديا جديدا أمام الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى مع قيام تنظيم الدولة الإسلامية على استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع التطرف. وكان أكثر هذه الاعتداءات دموية في يونيو الماضي بعد أن فتح عمر متين النار في ملهى للمثليين في اورلاندو في ولاية فلوريدا (جنوب شرق) يرتاده عدد كبير من المتحدرين من اصول اميركية لاتينية، ما أدى إلى مقتل 49 شخصا. وفي الثاني من دجنبر 2015، فتح الاميركي سيد فاروق (28 عاما) وزوجته الباكستانية تاشفين مالك (29 عاما) النار في مادبة غداء بمناسبة عيد الميلاد لموظفي قطاع الصحة في سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا، ما اوقع 14 قتيلا. وتمكنت الشرطة من قتل الزوجين اللذين كانا يحملان بنادق هجومية ومتفجرات. وأشاد تنظيم الدولة الإسلامية بالمجزرة ومنفذيها، من دون ان يتبنى الاعتداء. وتم تنظيم العديد من الفعاليات التذكارية الجمعة في ذكرى مرور عام على الهجوم، بينها قداس ومسيرة شموع. ويتوقع الخبراء المزيد من الاعتداءات الداخلية مع استغلال المتطرفين للانترنت في التجنيد ونشر الدعاية الجهادية. ويعتقد المحققون ان الطالب الصومالي عبد الرزاق علي ارتان الذي صدم بسيارته حشدا وهاجم عددا من الأشخاص بسكين في اوهايو، استوحى الفكرة من تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن أن ارتان «جندي في الدولة الإسلامية». وهناك مخاوف من إمكانية أن يؤدي خطاب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المعادي للمسلمين في حملته الانتخابية، إلى تشجيع المهاجمين المحتملين، لا سيما مع اختياره الجنرال المتقاعد مايكل فلين كمستشار للامن القومي، وهو المعروف بتصريحاته المتشددة التي اعتبرها بعض منتقديه قريبة من معاداة الإسلام. ومن التحديات التي تواجه وكالات الاستخبارات الأمريكية بينما تتعامل مع طريقة استخدام تنظيم الدولة الإسلامية لشبكة الانترنت لزيادة عناصره، حماية الولاياتالمتحدة دون التعدي على حقوق الإنسان الأساسية والقانون الدولي.