تساقط الثلوج و موجة الصقيع التي تعرفها المناطق الجبلية الأطلسية وخاصة بمناطق الجنوب الشرقي، جعلت ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺟﺒﺎﻝ «ﺍﻣﻲﻧﻮﻻﻭﻥ» ﺑﺎﻗﻠﻴﻢ ﻭﺭﺯﺍﺯﺍﺕ، تعيش أوضاعا صعبة ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ إلى ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻋﺰﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ، ﻓﻴﻤﺎ وجدت ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲﺷﺒﻪ ﻋﺮﺍﺀ ﺗﺎﻡ ﺗﺤﺖ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﻔﺮ كما عاش آخرون ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻛﻞ المواصلات، حيث توقفت حركة السير بعدة محاور طرقية مهمة بجهة درعة تافلالت بسب تساقط الثلوج لأكثر من أربعة أيام ، لعل أهم هذه المحاور الطريق الرئيسية رقم 13 الرابطة بين الرشيدية ومكناس، حيث بقي المسافرون عالقين في مأوي أزرو وتيمحضيت وزايدة لساعات طويلة. ﻇﺮﻭﻑ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﻣﺰﺭﻳﺔ جراء تساقط الثلوج، مازال ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺳﻜﺎﻥ مناطق من أقاليم ورزازات وتنغير وميدلت، ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺘﻮﻗﻒ في المرتفعات الجبلية: ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻏﻴﺎﺏ كلأ الماشية ،ﻏﻴﺎﺏ ﺣﻄﺐ ﺍﻟﺘﺪﻓﺌﺔ.. ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺃﺯﻣﺔ تجعل الخطر يتهدد سلامتهم ﻓﻲ أية ﻟﺤﻈﺔ. ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ، حسب جمعويين قريبين من تلك المناطق، أكدوا للجريدة: مأساة تفرضها ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ الجبلية من جنوب الأطلس الكبير الشرقي، ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﻗساوﺗﻬﺎ يؤكد الفاعل الجمعوي (اخلفن ع.) ﻣﻊ ﻧﻔﺎد ﺍﻟﻤﺆﻭﻧﺔ ﻭﺍﺷﺘﺪﺍﺩ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﺼﻘﻴ ﻊﻭﻻﻳﺠﺪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻻ «ﺍﻟﺴﺘﻮﻓﺔ» ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ الملاذ ﻟﺘﺪﻓﺌﺘﻬﻢ. المواطنون والفاعلون الذين لا حول ولا قوة لهم لفقرهم وعوزهم، يتساءلون: متى تحرك الدولة عجلة التنمية بهذه المناطق التي كثرت فيها المآسي، وأين استراتيجية تدبير المخاطر البيئية؟، أين وعود الحكومة بفك العزلة عن هذه المناطق؟