لم تدم جلسة محاكمة شخص قتل شقيقه أكثر من ساعة، لتنتهي بمؤاخذته من أجل الضرب والجرح المفضي الى الموت دون نيته ، على اعتبار أنه كان في حالة دفاع شرعي عن النفس ، وقضت في حقه هيأة الحكم، بعد المداولة ، بسنة حبسا نافذا بعد تكييف القضية إلى حالة استفزاز من الضحية كانت سببا في شجارهما انتهى بكيفية مأساوية لم تكن متوقعة. وكان الحكم المخفف الذي صدر في حق الشقيق القاتل، لحالة الاستفزاز سالفة الذكر، جاء بعد الاستماع لشهادة الأم الصادمة وشهادة الأخت المؤثرة ، حيث أكدت الأم عقوق الضحية، وأنه سبق أن أصابها في يدها بكسر وكان دائم الاعتداء عليها وأن ولدها الماثل أمام المحكمة، ذو أخلاق حميدة وهومعيلها الوحيد مكان والده، الذي وهنت صحته. فيما جاءت شهادة الأخت التي كانت محور هذه الجريمة، متضمنة بمعطيات قوية ، فالضحية أخ شقيق لها، كان مدمنا على المخدرات، و أكثر في المدة الاخيرة من التحرش بها وكان يريد الاعتداء عليها جنسيا عندما كان يدخل غرفتها بلباس النوم، حيث كان يردد باستمرار أنه سيرتكب مجزرة شبيهة بمجزرة دوار القدامرة بزاوية سايس بإقليم الجديدة، عندما عمد شخص إلى ذبح 10 أشخاص ضمنهم والده ووالدته؟ وأضافت أنه يوم الحادث ، دخل عليها بقصد مواقعتها وأنها صدته بعنف، ما دفعه إلى تعنيفها، مستعملا عصا وأداة حادة، خلفت لها رضوضا كثيرة، و كان ينعتها بأقبح النعوت، وقد أدى صراخها إلى حضور والدتها فوجدته يحاول اغتصابها، ولم تفلح توسلات والدته في توقفه عن سلوكه الشائن، الا أن حضور شقيقها الأصغر حول المشكل من عتاب الى قتل حيث دخل معه في نقاش للكف عن طيشه وسلوكياته العدوانية إزاء عائلته كما سكان الدوار، الا أنه ظل يهدد بإراقة دماء، حيث كان يحمل أداة حادة في يده، وما هي إلا لحظات حتى دخل الاثنان في عراك بالأيدي، حاول خلالها الضحية ، حسب إفادة أخته، تسديد ضربة بسكين إلى أخيه، الذي تفاداها وواصل الاشتباك معه إلى أن سقط الضحية مغمى عليه من ضربة كانت كافية للتعجيل بوفاته. وقد تنازل والدا الضحية لفائدة ابنهما المتهم مع شهادة ما يناهز الخمسين شاهدا من الدوار الذين تقدموا تلقائيا أمام المركز القضائي للدرك الملكي وأفادوا بأن الضحية كان قيد حياته عنيفا في حق سكان الدوار ودائم الاعتداء عليهم، وأن أخاه عكس ذلك يشهد له بالسلوك الحسن وإعالته لعائلته. وعرفت جلسة المحاكمة حضور عدد كبير من الشهود ينحدرون من دوار أولاد ازبير، كما أن المحاكمة ذاتها توقفت عدة مرات خاصة بعد أن انخرط الأخ المتهم بالقتل في نوبة حادة من البكاء، وهو يروي كيف انه تلقى اتصالا هاتفيا من والدته للحضور إلى الدوار لثني أخيه عن أفعاله المنكرة ، وأنه ترك تجارته وعاد لتوه ليجد نفسه اليوم سجينا برقم اعتقال بالسجن المحلي بسيدي موسى.