قام عدد من أصحاب العربات المجرورة بالحمير (الكارويات)، بوقفة احتجاجية أمام باشوية المدينة، معبرين بذلك عن رفضهم لمنعهم بالوقوف بطريق جرادة من أجل الرزق؛ ذلك المكان الذي اعتادوا التمركز فيه مند سنين. إذ أصبح بمثابة مقر لهم اعتاد عليه الزبائن. وقد صرح لنا بعضهم متسائلا أين سيذهبون إن حرموا من التمركز هناك؟!... إن لهم عائلات تعيش بما يكسبون من تلك العربات... وأبناء ينتظرون قوت يومهم. ومعروف أن (الكارو) يعتبر الوسيلة الأولى لحمل البضائع وسلع الدكاكين، المواد الغذائية، مواد البناء وأثاث المنزل وغير ذلك، بل وسيلة كذلك لنقل المواطنين، بل يعتبر (الكارو) الوسيلة المفضلة لنقل السلع لأغلب المواطنين، نظرا لثمنها الرخيص. وعن سبب المنع، أجاب أصحاب تلك العربات بأنه كانت هناك شكوى لبعض التجار من تواجدهم بذلك المكان وسط المدينة لعدة أسباب، أغلبها غير صحيحة. لهذا قرروا الاحتجاج أمام مقر باشوية المدينة والمطالبة بإنصافهم مما لحقهم من حيف وظلم. أمام هذا الوضع، استقبلهم باشا المدينة للحوار معهم، فكانت النتيجة أن وجد لهم مكانا آخر بديلا لهم يبعد عن المكان الأول عشرات الأمتار، حتى لا تقع مصادمات بينهم وبين أصحاب الدكاكين. لكن على ما يبدو كان حلا مؤقتا وغير مجدي، لأن الذي حصل بعد ذلك -حسب تصريح البعض- فالمكان الثاني المقترح هو بجانب موقف شاحنات نقل الرمال، إذ احتج أصحاب الشاحنات وبعض السكان من تواجد (الكارويات) بجانبهم، ومنعوهم من التمركز هناك، بل هناك من هددهم باستعمال العنف ضدهم إن هم بقوا بذلك المكان. ولما عادوا إلى مقر الباشوية ليشكوا حالهم، أبعدوا من هناك. وهم الآن مشتتين في شوارع وأزقة المدينة ليس لهم حيلة سوى انتظار المجهول المنقذ. وقد تساءل بعضهم : «...أين سنذهب؟ ولمن نشتكي هذا الظلم؟!... إننا مواطنون نعمل بجد، نحمل أثقالا تخص الغني قبل الفقير، أوليس لنا الحق في العيش كباقي المواطنين؟!... وإن لم يرضوا بالحمير تحمل الأثقال فليأتونا بالبديل...