أصيب العديد من الأساتذة الجدد خريجي المراكز الجهوي لمهن التربية والتكوين فوج 2013 ، بخيبة أمل شديدة بسبب صرف حوالاتهم في اتجاهات غير مضبوطة، لا يتعلق الأمر هنا بتبذيرها في أشياء كمالية، بل إن بعض المعنيين بالأمر لم يتوصلوا بها إطلاقا، خلافا لما تم إعلانه رسميا. يقول ذ عبد الرحيم المغراوي أحد المتضررين « إن وزارة المالية ارتكبت أخطاء بالجملة و التقسيط في هذا الموضوع .. الوزارة أرسلت الرابيل الخاص بي الى نيابة غير نيابتي الأصلية، أنا تعينت في نيابة ازيلال، و رابيل ديالي مشا ليا لشتوكة ايت باها» مضيفا « راه المشكل ماشي غير عندي ، مئات الأساتذة لديهم نفس المشكل، شي وحدين رابيل داز ليهم لحسابات أخرى ،غير حساباتهم الشخصية»، ويبدي العديد من الاساتذة الذين استمعت إليهم الجريدة تخوفهم من تعقيد المساطر وبيروقراطية الإدارة المغربية» راه كالو ليا شي ناس بلي إجراءات تصحيح الخطأ تطول ، نظرا للمساطر الادارية المعقدة،» ويزداد الوضع خطورة « و حتى مراتي راه كانو تلفو ليها مانضة ديالها و عام باش يلاه رجعوها ليها، و أنا 7 اشهر و أنا خدام ،فالتالي صيفطو ليا رابيل لجهة اخرى،ماشي حرام اعليهم ، اشنو غادي ناكل ، و كيف ستكون نفسيتي برفقة التلاميذ؟ ...» إلى ذلك ، وبعد انتظار طويل دام ما يقارب سبعة أشهر ونصف، فوجئ مئات الأساتذة الجدد من خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين فوج 2013 بعدم التوصل بمستحقاتهم المالية في الموعد المحدد ( بداية من أواخر مارس 2014 ) ، علما بأن وزارة التربية الوطنية كانت قد أصدرت بلاغا رسميا في الموضوع . و يؤكد ممثلو تنسيقيات الأساتذة الجدد بمختلف جهات المملكة ، أنه وبعد إجراء مجموعة من الاتصالات بالمصالح الوزارية المكلفة بتتبع الوضعية الادارية و المالية لأطر هيئة التدريس ، تأكد وجود أخطاء كارثية في إرسال الحوالات المالية إلى نيابات أخرى غير نيابة التعيين الأصلية، في هذا الصدد يقول أحد الأساتذة المتضررين « أنا خريج جديد تم تعييني بنيابة فاس و تم إرسال الرابيل الخاص بي إلى نيابة العيون « وفي نفس السياق تضيف إحدى الأستاذات « أنا معلمة تم تعييني بنيابة بني ملال غير ان الرابيل الخاص بي تم ارساله بالخطأ إلى نيابة شتوكة آيت باها « ، و يضيف أحد الأساتذة الأعضاء في التنسيقية أن هناك مشاكل أخرى كارثية يعاني منها جل الأساتذة، و هي أن مصالح النيابات الإقليمية التابعة للوزارة والمكلفة بشبكة الهاتف تتماطل و تتعمد عدم الاجابة عن المكالمات الواردة من طرف أطر هيئة التدريس للإستفسار عن رواتبهم بشكل يومي و مستمر، و كأن خدمة التواصل منعدمة أو بالأحرى لا وجود لموظفين في خدمة المصلحة العامة . و يضيف الأساتذة الجدد أنهم أصيبوا بصدمة أخرى تنضاف إلى سلسلة الصدمات التي زادت من تردي وضعيتهم المعيشية اليومية خصوصا وأن العديد منهم يتخبط في مشاكل الكريدي و السلف الذي زاد من حدة تأزمهم الاجتماعي و النفسي و المعنوي، و هي أن بعض المختصين في مجال التشريع المدرسي أكدوا لهم أن تصحيح مثل هاته الأخطاء يتطلب شهورا من الانتظار نظرا للإجراءات الإدارية و المساطر المعقدة لحل مثل هاته المعضلات الادارية . كل هاته المعاناة لأطر هيئة التدريس الجدد تأتي أياما قليلة على تصريح السيد وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار و الذي أكد من خلاله أن الأساتذة هم من يتحملون مسؤولية تدني وضعية التعليم ببلادنا» يقول ذ عبد الرحيم المغراوي ، على الرغم من كون هؤلاء هم من يعانون من تردي أوضاعهم المعيشية اليومية نتيجة الأخطاء و التدبير العشوائي و التماطل في تسوية و تحسين ظروفهم المادية و الاجتماعية من طرف الوزارة المعنية « . ويختم ذات الأستاذ « فمن يا ترى المسؤول عن وقوع مثل هاته الأخطاء العشوائية التي تمس بمصداقية الإدارة المغربية ؟ و هل سيخرج يوما ما الوزير بتصريح مماثل يعبر من خلاله عن أن الأطر الإدارية لوزارة التربية الوطنية لم ترق بعد إلى مستوى تحمل مسؤولية تسيير منظومة التربية و التكوين وتطويرها؟ بل هي أيضا تعمل على تدني القطاع التربوي ببلادنا إذا ما اعتبرنا أن هيكل الوزارة مكون من الأطر الإدارية و التربوية؟».