عرف افتتاح مهرجان التبوريدة، الذي حضره إلى جانب الرئيس الوزير، الأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر، احتجاجات عارمة من لدن المعطلين حاملي الشهادات حاملين شعارات من قبيل « الفقيه بن صالح بلاد الأزمات ماشي بلاد المهرجانات « « العامل ارحل» « مبديع ارحل».. يأتي هذا المهرجان في الوقت الذي تعرف فيه المدينة ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة، بحيث إن الخيول تظل رابطة بأحياء آهلة بالسكان (نزهة 1 ، نزهة2 ، حي فريدة) مع ما يترتب عن ذلك من تنامي الأزبال و الحشرات المضرة التي تضر بالبلاد والعباد. كما يأتي هذا المهرجان كذلك على خلفية الإضراب الذي دعت إليه جمعية الأمل للجزارين التي أحجبت عن الذبح خلال هذا الأسبوع بسبب المشاكل والفوضى التي تعرفها المجزرة من تعفنات وكذا غياب تام لشروط الذبح، كانعدام الماء الصالح للشرب وانعدام النظافة، فضلا عن المشاكل التي يصطدم بها الجزارون خلال عملية نقل اللحوم، حيث يطالبون بتوفير شاحنات إضافية مكيفة تمكن من نقل اللحوم في ظروف صحية جيدة، على غير ما يحدث الآن من فوضى في عمليات نقل اللحوم، حيث يتم الاستعانة بالعربات المجرورة بحصان وكذا بالدراجات النارية...، واللافت للانتباه كذلك أن المواطنون وجدوا صعوبات في استصدار وثائقهم الإدارية ( نسخ، شواهد إدارية، رخص البناء... ) بدعوى أن الجميع منخرط في المهرجان وكفى ! ) ( ومن الأشياء الغريبة أيضا، أن الإنارة العمومية تبقى مشغلة طول النهار، هذا في الوقت الذي تدعي فيه الحكومة الاقتصاد في الطاقة كما صرح بذلك السيد الوزير! في مقابل ذلك نجد بعض الأزقة التي تعرف ظاهرة « التشرميل « تعيش ظلاما دامسا وغيابا تاما للإنارة العمومية، ما يساهم في انتشار الجريمة والاعتداء على المارة واعتراض سبيلهم من أجل النهب والسلب بشكل عام... يأتي هذا المهرجان أيضا في الوقت الذي تزامن مع الزيادة الجديدة في أسعار المحروقات مع ما يترتب عن ذلك من آثار جد وخيمة على القدرة الشرائية للمواطن المغربي من خلال الزيادات المتتالية في الأسعار في شتى أصنافها .فأين نحن من شعار « تزيار السمطة»؟ وأين نحن من شعارات التقشف؟ فهل نحن فعلا في حاجة إلى مثل هذه المهرجانات التي يصرف فيها المال العام بأبشع مظاهره؟؟ واستدعاء لكبار الفنانين لإحياء سهرات ليلية في مدينة تعج وتتخبط في مجموعة من المشاكل الكبرى ومشاريع عالقة إلى حين؟. وكان حريا استثمار تلك الأموال، التي ستصرف جلها لهؤلاء الفنانين ، في مشاريع تستفيد منها الساكنة وتعود بالنفع عليها وعلى أبنائها..( مشكل مخلفات نفايات الحليب الذي أصبح لغزا لم يعرف طريقه إلى الحل ، الملف الصحي ومطالب الساكنة في توفير الاختصاصات المطلوبة وبتعزيز المستشفى الإقليمي بالأطر الطبية الكافية والمختصة، تخصيص مساحات خضراء إضافية ، تخصيص العقارات العارية المملوكة للدولة لمشاريع اجتماعية كمشروع ذوي الاحتياجات الخاصة الذي لم نعرف مصيره بعد؟ ومشاريع أخرى ذات النفع العام، ( كما يحدث حاليا في مدن الشمال التي تعرف ميلاد العديد من المشاريع الكبرى ذات النفع العام) مع تحرير تلك الأراضي العارية والمملوكة للدولة من المضاربات العقارية و من مافيات العقار، استكمال مشروع تهيئة شارع علال بن عبد الله الذي لم يعرف طريقه إلى الإنجاز النهائي وهو من ضمن المشاريع الذي فاقت مدة عملية إنجازه زمنا طويلا، استكمال مشروع القاعة المغطاة الذي توقفت عملية إنجازه منذ مدة وهو يدخل في إطار مشروع القرية الأولمبية الوهم) ( !، إصلاح العديد من الطرقات التي تآكلت ويكفي القيام بجولة سريعة بأرجاء المدينة للتعرف عن كثب على الوضع الكارثي لتلك الطرق المتواجدة بتراب هذه المدينة، عفوا عمالة الإقليم.