في إحدى ليالي شهر رمضان توصلت الضابطة القضائية ببلاغ من المركز ألاستشفائي مفاده وجود شخص في حالة خطيرة تستوجب نقله إلى المستشفى الإقليمي، كونه كان يعاني من نزيف دموي حاد نتيجة تعرضه لطعنات بآلة حادة. على إثر هذا البلاغ، انتقلت الضابطة القضائية إلى المركز المستشفى حيث تمت معاينة الضحية هناك قبل أن يتم نقله على وجه السرعة بواسطة سيارة الإسعاف إلى المستشفى الإقليمي رفقة والده وأحد عناصر الدرك الملكي. بعد إخبار النيابة العامة بالحادث انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى الدوار الذي شهد وقوع الحادث حيث فتح محضر قانوني تم على إثره الاستماع إلى الشهود الذين كانوا حاضرين تلك الليلة ، وبعد بحث معمق تم التوصل إلى معرفة ملابسات وأسباب الحادث ، حيث تم الاستماع إلى والد الضحية الذي صرح كون ابنه قد تعرض لاعتداء بواسطة السلاح الأبيض من طرف المسمى « نور الفتح « أحد أبناء الدوار مؤكدا أن ابنه قد أخبره بذلك قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى ، كما تم الاستماع إلى صاحب الدكان المتواجد بالدوار والذي صرح بدوره أنه ساعة الحادث لاحظ الضحية قادما من وسط الدوار ، وحين وصل إلى الدكان وجد المسمى « نور الفتح « واقفا إلى رفقة بعض أبناء الدوار كالعادة ، فتقدم الضحية وألقى عليهم التحية وفي الوقت الذي أراد فيه مصافحة المتهم قام هذا الأخير بدفعه بقوة سقط على إثرها أرضا ، فأعاد الكرة مرة ثانية الأمر الذي لم يرق المتهم معتقدا أن الضحية كان يستهزئ منه ويستفزه أمام أبناء الدوار فأخرج من جيبه سكينا كان بحوزته و وجه بواسطته عدة طعنات أصابت الضحية الذي ظل ينزف دما ، واستمرارا في البحث والإلمام بجميع ظروف وحيثيات الجريمة تم الاستماع لباقي أبناء الدوار الذين عاينوا الحادث ساعة وقوعه ، حيث صرح كل على حدة كون المسمى « نور الفتح « هو من اعتدى على الضحية دون أن يمسه هذا الأخير بأي أذى .. نفس التصريحات، جاءت على لسان الآخرين الأمر الذي جعل الضابطة القضائية تتأكد من كون الجاني هو « نور الفتح « لذلك انتقلت عناصر الضابطة القضائية نحو مسكنه المتواجد وسط الدوار قصد إلقاء القبض عليه والاستماع إلى أقواله في النازلة غير أن « نور الفتح « غادر الدوار مباشرة بعد ارتكابه الجريمة في محاولة منه الاختفاء عن قبضة العدالة ، لذلك لم يتمكنوا في بداية الأمر من العثور عليه داخل المنزل الذي يقطن به والذي خضع إلى تفتيش دقيق ، بعدها انطلقت الضابطة القضائية في البحث عنه ، وقد كانت أول خطوة في هذا الإطار هي التوجه إلى منزل أخت المتهم بعدما أوشى أحد أصدقائه لهم كونه يختفي عند أخته التي تقطن بالدوار المجاور ، لذلك وضعت عناصر الضابطة القضائية الترتيبات اللازمة حتى لا يفلت من قبضتهم، فكان أن انتظروا حتى أرخى الليل سدوله وهدأ المكان ليقوموا بمداهمة منزل أخته في وقت كان الكل نائما ، وبعد عملية المداهمة و تفتيش المنزل تم العثور على «نور الفتح « في إحدى الغرف غارقا في نومه ، حيث فوجئ وهو يفتح عينيه بعناصر الضابطة القضائية محيطة به وكأنه كان يحلم . تم إلقاء القبض على « نور الفتح « واقتياده إلى مركز الدرك الملكي، قصد الاستماع إليه في محضر قانوني، لم يصدق أنه أصبح في قبضة العدالة ولم يصدق كذلك انه فعلا قام بقتل ابن الدوار، الأمر الذي اثر عليه وجعله يدخل في حالة من الهستيريا دفعت بالضابطة القضائية إلى نقله إلى المستشفى الإقليمي لإخضاعه لفحص طبي وتقديم الإسعافات الضرورية له ، و ظل هناك تحت العناية الطبية والمراقبة الأمنية . بعد مرور يومين، غادر» نور الفتح « المستشفى ليستأنف معه البحث انهار، واعترف بذنبه حيث صرح للضابطة القضائية أنه كان في خصام سابق مع الضحية بسبب نقاش حول بقعة أرضية مخصصة لرعي الغنم، ومنذ ذلك الوقت، قرر قطع علاقته بالضحية ، ويوم الحادث توجه كعادته صوب الدكان حيث يجتمع كل ليلة مع أبناء الدوار قصد تجاذب أطراف الحديث حتى ساعة متأخرة من الليل ، وفجأة حضر الضحية وحاول مصافحته بعد إلقاء التحية على جميع الحاضرين ، لكنه رفض أن يمد له يده ليبادله التحية حيث قام بإبعاده عنه وذلك بدفعه بقوة بواسطة يديه ، غير أن الضحية أعاد الكرة متلفظا بكلمات أغضبته معتبرا تلك الكلمات تمسه في كرامته الشيء الذي دفع به إلى صفعه في بداية الأمر ليشتد بعدها التو ثر والنقاش الذي وصل ذروته بينهما ، فما كان عليه سوى أن أخرج سكينا كان بحوزته ووجه بواسطته عدة طعنات للضحية ...بعد إتمام البحث مع المتهم أغلق محضر الضابطة القضائية التي أحالت الجاني على النيابة العامة في حالة اعتقال حيث تمت متابعته بتهمة الضرب والجرح العمدين بواسطة السلاح الأبيض المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه طبقا للفصل 403 من المسطرة