يعود الدوري الأول إلى واجهة التنافس في نهاية هذا الأسبوع. وبعودة السباق على اللقب أو البحث عن مناطق الاطمئنان، خوفاً من النزول، تكون البطولة الأولى مجدداً أمام تحديات جديدة، وفي المقدمة، الرفع من درجة المنتوج الكروي، وثانيها تحقيق خطوات جديدة في أفق مأسسة الاحتراف الذي مازالت معالمه تؤكد أنه مازال بعيداً عن الاكتمال. بالنظر إلى الاستعداد والمباريات الودية، إضافة إلى الانتدابات والمال الذي أنفق في هذا السياق، يمكن القول إن الأندية الوطنية أضحت تبحث عن الأفضل وعن أماكن متقدمة في الترتيب، لكن بالطبع، هناك استثناءات قليلة جداً، إذ أن أندية أخرى مازالت الإمكانات والظروف المحيطة يجعلها غير قادرة على مواكبة الإيقاع الذي تسير به الأندية التي رسمت لنفسها مكاناً يرشحها لتكون صاحبة اللقب، أو على الأقل مكاناً يؤهلها لتكون حاضرة في المواعيد الافريقية المرتقبة. المغرب التطواني صاحب لقب الدوري، رافقته نتائج غير متوقعة في المباريات الودية التي شارك فيها خارج الديار، ودخلت مرماه أهداف بالجملة، رغم أنه حافظ تقريباً على نفس التشكيل الذي صنع اللقب، مع إضافة أسماء جديدة تجعله يلامس المستوى المطلوب، خاصة وأنه سيكون حاضراً في مونديال الأندية القادم، مما سيجعله أمام تحديات متعددة، فهو مطالب من جهة بالدفاع عن اللقب، كما هو أيضاً مطالب بالحضور الجيد على المستوى الافريقي، دون نسيان الموعد العالمي. وبالتأكيد أن هذه الرزنامة من الالتزامات ستجعله في محك صعب وحارق. الرجاء البيضاوي الذي يعتبر اليوم مرشحاً فوق العادة للفوز باللقب، لم يسجل هو الآخر، حضوراً جيداً في المباريات الودية، ومني بهزائم متتالية، جعلته يدخل قفص التشكيك في مدى قدرته على تحقيق أقوى الغايات، التي في مقدمتها الفوز باللقب الذي سيمنحه تأشيرة المشاركة في الإقصائيات الخاصة بعصبة الأبطال، ومن تم تسجيل اسمه ضمن الفرق المشاركة في المونديال. بالطبع، أنفق الفريق الأخضر الكثير من المال، لجلب أهم الأسماء، لكن هل كل ذلك يكفي لصناعة اللقب؟ باسم جديد في عالم التدريب، يطل الفتح الرباطي على موسم جديد تحت قيادة اللاعب الدولي السابق وليد الركراكي. الإعلان عن هذا الإسم الجديد هو في حد ذاته تحد كبير ومغامرة حقيقية. لكن كل شيء يهون مع وجود شرط أساسي هو الرغبة في تحقيق الأفضل. الفتح الرباطي خلال الموسم الماضي، لم يكن أداؤه سيئاً، كما يعتقد البعض. فبالعكس وتحت قيادة السلامي، كان الأداء مستقيماً. ومع الموسم الجديد، يظهر أن الفريق الرباطي يراهن بقوة على تحقيق موسم استثنائي، وكل المؤشرات ستظهر مع أولى اللقاءات وفي مقدمة هذه النزالات، سيكون الفريق الخريبكي الذي عانى الموسم الماضي، وكان على بعد ملمترات قليلة من النزول. فهو إذن امتحان للطرفين. الفريق الجديدي، وبعد أن تخلى عن المدرب الجزائري بنشيخة، رفع التحدي عالياً، واستقطب اسماً كبيراً في عالم التدريب، ونعني به صاحب الأرقام القياسية الافريقية شحاتة، الذي تتوفر لديه الخبرة والنظرة التقنية الثاقبة. فهل سيجدد الفريق الدكالي طموحاته في موسم جديد مليء بالألغام والحفر. الحسنية بعد أن غادرها المدرب مصطفى مديح، استقدمت اسماً تعرفه ويعرفها جيداً، إنه عبد الهادي السكيتوي. تحد جديد يرافق الطرفان هذا الموسم، تحد ستظهر أولى عناوينه مع أولى النزالات. الفريقان الصاعدان هذا الموسم، شباب أطلس خنيفرة الذي سيوقع على أول تجربة له في القسم الأول، واتحاد الخميسات الذي عانق التنافس بهذا القسم لسنوات طويلة، ستكون مهمتهما الأولى الحفاظ على المكانة والبحث عن مناطق آمنة في وسط الترتيب. تحقيق ذلك لن يكون سهلاً، لكن بالعمل الجاد وبالطموح يمكن صنع الإنجاز. ونستحضر في هذا السياق، تجربة الكوكب المراكشي الذي وقع على موسم جيد الموسم الماضي، وهو وقتها صاعد جديد إلى حظيرة الكبار. لذلك، فالفريقان الصاعدان بإمكانهما أن يحتلا مواقع جديرة بالاحترام، شريطة أن يكون التعامل احترافياً. فرق كبيرة بأسمائها وتاريخها أضحت اليوم شبه عادية، ونعني بذلك المغرب الفاسي والجيش الملكي. فهما معاً عاشا الموسم الماضي، تحت إيقاع التواضع، ولم يرسما خطاً ينسجم مع موقعهما في خريطة الكرة الوطنية. فهل سيكون الموسم الجديد موسماً لتجديد الطموح؟ فريق أو. آسفي والنادي القنيطري ظلا في الموسم الماضي على خط الوضع الاستثنائي، وهو وضع استمر طويلاً، وحان الوقت ليكونا في مواقع أكثر فعلاً وأكثر حضوراً، بعيداً عن التواجد العادي الذي يستنزف الطموح والقدرات، بحثاً عن الخروج من دائرة النزول. بالطبع، مع كل موسم جديد، تتجدد الطموحات والرهانات والرهان الأول للمتتبعين وعموم المهتمين أن نرى موسماً يقدم فيه المتنافسون منتوجاً كروياً أعلى من ذاك الذي رأيناه وتتبعنا فصوله الموسم الماضي، وأن نرى أيضاً في إبداع جديد وتصور جديد للمدربين الذين تناط بهم مهمة الارتقاء باللعبة، لأن تحقيق ذلك تحقيق للنجاح.