لعل أول ما يتبادر إلى ذهن كل باحث ودارس في التنظيمات الاسلامية, التوافق والتشابه الكبير ما بين الفكر القطبي وما بين فكر تنظيم الدولة الاسلامية بالشام والعراق، حيث تجلت واضحة بعد اعلان الدواعشة عن مجموعة من الأهداف أبرزها تأسيس الخلافة الاسلامية وتكفيرهم للمجتمعات، كل هذا يعيدنا إلى سيناريوهات الماضي, أيام سيد قطب وحسن البنا وشكري مصطفى أو ما يطلق عليهم بالقطبيين, نسبة إلى أستاذهم، هؤلاء قد استقر في أذهانهم بشكل خطير أنهم أهل الصواب لا يعرفون الزلل والخطأ، وهذا ما أكده سيد قطب في مقدمة كتابه في ظلال القرآن حيث قال: »عشنا في ظلال القرآن أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة، أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، ولثقة الأطفال وأعجب ما بال هذه الناس؟! كل هذا الشعور بالتفوق اللامشروط الواصل إلى درجة الكمال على حد تصوارتهم, خلق شيئآ من حب العزلة النفسية التي اقترنت بضرورة الابتعاد عن المجتمع الكافر لتنزل به البلايا ويتنزه بها المؤمنون »القطبيون,فكل شيء في نظرهم من عادات وتقاليد وعقائد وثقافة وقوانين.. إلخ. هي صنع من الجاهلية مادامت تغيب »حاكمية الله« ,أي الحكم بغير القرآن والسنة حسب ما مثل لهم تفكيرهم، نفس الشيء بالنسبة للتصورات الداعشية, جاهلية العالم وانعدام الاسلام في أهل الاسلام، فاعتبروا أن كل الملل كافرة تستباح بكل بساطة وسلاسة، ومن يبايع الخليفة أبو بكر البغدادي فهو مسلم حق, تجتمع فيه صفات الكمال والايمان وأن أي أرض تسقط في يده تمحى ذاكرتها بالكامل لتبعث من جديد، إلا أن سيد قطب لم يركز كثيرا على مفهوم الخلافة وذلك بحكم الزمان والمكان، حيث كان واضحا أنه يرى صعوبة كبيرة في قيام وتأسيس دولة إسلامية في عهد ناصري بلغت فيه الاشتراكية مبلغا كبيرا, وهذا عكس ما ارتأى إليه تلامذته، حيث اقتنعوا تمام الاقتناع بأن تأسيس الدولة هو الخيار الوحيد وهذا ما ينطبق على داعش، وبالتالي نجد أنفسنا أمام توأمة بين القطبية والداعشية تصل إلى حد أنهما وجهان لعملة واحدة.