ليست الطريق السيار الرابطة بين مراكش وأكادير لوحدها التي ستشهد تصوير لقطات من الجزء الخامس من فيلم مهمة مستحيلة للنجم العالمي «توم كروز»، بل كذلك عدة أحياء بعدد من المدن المغربية من بينها حي الداخلة بدرب السلطان بالدار البيضاء الذي تم في عدد من أزقته تسجيل عدد من المشاهد على مدى يومي الخميس والجمعة 28 و 29 غشت، وذلك وسط متابعة شعبية واسعة وفي أجواء أمنية انخرطت فيها المصالح الأمنية والسلطات المحلية حتى تتم عملية التصوير في ظروف جيدة بعيدا عن أية شوائب. نزول «توم كروز» ورفاقه ضيوفا على سكان حي الداخلة عرف تباينا، ففي الوقت الذي رحّب فيه عدد من سكان الحي بضيوف المغرب الأجانب، وباستقبال نجوم كبار في عالم السينما، منوهين بهذه الخطوة متمنين استمرار حضور نحوم السينما العالمية لتصوير مشاهد من أفلامها بالمدن المغربية، فإن آخرين لم يخفوا امتعاضهم من الطريقة التي جرى بها إغلاق الممرات بين الأزقة والتضييق على أنشطة تجارية، مقابل انتقاء بعض الأشخاص للاستفادة من مبالغ مالية نظير محاصرتهم داخل منازلهم أثناء التصوير ومنع خروجهم منها دونا عن آخرين، في الوقت الذي تحول فيه بعض الشبان إلى حرّاس للأمن الخاص الذين تفننوا في منع المارة من المرور بغلظة، مطالبين بجوازات المرور التي تم إحداثها لهذه الغاية؟ وتحلق الشبان المشاركون في مشاهد التصوير ك «كومبارس» وآخرون جعلوا من الفرصة مناسبة لكسب بعض الورقات النقدية وهم الذين ظلوا يعانون العطالة، مساء الجمعة حول خيمة لتسلم تعويضاتهم، وهي العملية التي أثارت غيظ آخرين لم ينالوا نصيبهم من الكعكة، وهو نفس الغضب والسخط الذي عبٍّر عنه صباح السبت عدد من عمال الإنعاش الوطني الذين كانوا يعملون على تجميع السياجات وعدد من الأغراض، معبرين عن استنكارهم لتوظيفهم في «تمارة» واستثنائهم من «البحبوحة» التي استفاد منها آخرون. نزول «تروم كروز» ومن معه ضيوفا على المغرب أثار استنكار وسخط فئة أخرى كذلك، ويتعلق الأمر هذه المرة بالمهنيين من مستعملي الطريق السيار، الذين نتيجة لمنع المرور بالمقطع الذي سيشهد عملية التصوير سيكونون مطالبين بقطع كيلومترات إضافية وسط أجواء غير مساعدة على السياقة، سيما أن المدة ستمتد على مدى 14 يوما، وهو الأمر الذي استغربت له هذه الفئة، معتبرين أن الشرطة الوطنية للطرق السيارة لم تستحضر مواطني بلدها عند إقدامها على هذه الخطوة. وجدير بالذكر أن المغرب أضحى يستقطب الانتاجات السينمائية العالمية ويوفر لها كل الشروط الضرورية والايجابية من أجل تصوير مشاهدها، وكان المركز السينمائي المغربي قد كشف في تقرير له على أن حجم الاستثمارات السينمائية الأجنبية في المغرب ارتفع بنسبة 150 في المئة، خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، وأكد التقرير المذكور أن المغرب شهد، منذ مطلع السنة الجارية وإلى غاية 30 يونيو المنصرم، تصوير 22 إنتاجا ضخما من أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، بلجيكافرنسا، كندا، إيطاليا، والهند، بقيمة إجمالية بلغت أزيد من 500 مليون درهم أي ما يعادل 61 مليون دولار أمريكي، وذلك بارتفاع مهم قدر بنسبة 150 في المئة، بالمقارنة مع السنة الفارطة التي بلغت خلالها القيمة المالية 24 مليون دولار أمريكي.