لم يكن أحد يتوقع أن يتصل رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء محمد ساجد بأحد إداريي الثانوية التأهيلية أنوال التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية بعين الشق طالبا منه إسقاط قرار تغيير المؤسسة المتخذ في حق أحد التلاميذ والاكتفاء بالتزام كتابي بعدم تكرار ما ارتكبه من سلوكات شائنة تسيء للطابع التربوي للعملية التعليمية وللقائمين عليها ، موقف أثار مجموعة من المتتبعين للشأن التعليمي بمقاطعة عين الشق ، علما بأن العمدة ومنذ أن فاز في الاستحاقاقات الجماعية لم يظهر له أثر بالمنطقة، إلا حين أراد أن يدافع عن تلميذ سب مجموعة من الاداريين وأهانهم من بينهم المدير والمقتصد شخصيا، في الوقت الذي لم يكلف نفسه عناء الرد على العديد من المراسلات من مؤسسات تعليمية بهذه المنطقة، ولم يسبق أن سجل له التاريخ منذ «احتلاله» هذا الكرسي أن قام بزيارة لأي مؤسسة تعليمية أيام الدخول المدرسي، ليتدخل في الأسبوع الماضي شخصيا، وعبر هاتفه الخاص ليدافع عن تلميذ أساء إلى إدارة المؤسسة، تقول المصادر ذاتها ، والذي ولج ، في الأيام الأولى للدخول المدرسي في فترة التسجيل، إلى فضاء الثانوية التأهيلية أنوال حليق الرأس بطريقة غير مقبولة، أثارت انتباه بعض الاداريين المكلفين بمراقبة الدخول المدرسي وتثبيت أسس احترام المؤسسة والعاملين بها والتلاميذ وإلزام الوافدين باتباع الطرق التربوية والابتعاد عن كل ما يمكنه أن يخل بهذه الشروط، فطلب منه أحد الإداريين الخروج إلى أن يكون في «هيئة تليق بالطابع التربوي للمؤسسة» فكان رده «أعطيني باش انحسن» حسب ما أكدته مصادر من عين المكان، فماكان من الاداري إلا أن أخرج له ورقة نقدية طالبا منه الذهاب لإعادة حلاقة رأسه بشكل محترم، لكن التلميذ أخرج من جيبه مجموعة من الأوراق النقدية، متوجها إلى الاداري بكلام كله تحد واستفزاز: «عندي أكثر منك»! كما تطورت الأمور حين توجه التلميذ إلى إداريين آخرين بالسب والقذف، مما جعل الادارة تحيله على عجل إلى لجنة تأديبية قررت مغادرة التلميذ هذه المؤسسة ومنحه شهادة المغادرة ليلتحق بمؤسسة أخرى، حتى يكون عبرة لباقي التلاميذ! إلا أن العمدة ساجد أبى إلا أن يدافع عن هذا التلميذ الذي سب وشتم وقذف إداريي هذه المؤسسة، طالبا منهم الاكتفاء بمطالبة التلميذ بالتوقيع على التزام! تُرى من أعطى له الحق للتدخل في قرارات الادارة التربوية ؟ وهل كرسيه الذي يجلس عليه يخول له الاتصال بأحد الاداريين ليطلب منه العدول عن قرار ما كيفما كان نوعه؟ إنها تساؤلات يطرحها كل من علم بهذا الحادث الغريب، ففي الوقت الذي كان عليه الالتفات إلى هموم ساكنة الدارالبيضاء وإلى ما وصلت إليه المدينة من تردٍّ شامل، أصبح يتدخل في قرارات تهم الشأن التعليمي البعيد عن الشأن المحلي؟!