عاش كبيرا وسيبقى كذلك، شامخا بعزته وأنفته وكبريائه، أستاذا في أداء رسالته الإعلامية، معلّما وقدوة للأجيال، الهادن الصغير الصحافي الذي غادر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بعد بلوغه سن التقاعد، انحنت له «الهامات» من خلال كتاباته الموضوعية، كما انحنت له «القامات» احتراما وتقديرا لحسه الإنساني، أثناء حفل تكريمه على هامش انعقاد الدورة الثالثة للدورة التواصلية الثالثة لمحكمة النقض وبيت الصحافة بطنجة، التي نظمت بحر الأسبوع الفارط وتحديدا يومي 19 و20 شتنبر 2014 ، وذلك تحت شعار «القضاء والإعلام ضمير، حكامة ومواطنة». تكريم الهادن هو بكل تأكيد تكريم للضمير الإعلامي الذي ظل حيّا ويقظا على مدى مسيرة سنوات عدة، خبر فيها المحاكم بتفاصيلها، فكان حاضرا بشكل يومي في قاعات الجلسات وبالردهات، منتبها، مصغيا لكل النقاشات، سنوات نبش خلالها في كوامن القضايا والملفات، وتابع الأطروحات، وكان منشغلا بكل ما كان يحبل به القانون يوميا من مستجدات. فكان دقيقا في التعاطي مع كل هذا، ينقل لقراء «الاتحاد الاشتراكي» بكل أمانة ما يعيشه الجسم القضائي في المغرب والإشكالات المجتمعية التي توضع على الميزان. هي التفاتة تستحق أكثر من تنويه وتحية، على الفكرة وعلى المبادرة وأجرأتها، لتكريم صحافي يلتفت وراءه اليوم ليجد على أن ما زرعه طيلة سنوات عمله لم يذهب أدراج الرياح، وإنما هو مزهر، مثمر، يعترف الجميع بقيمته. اعتراف بدا على ملامح كل من وقفوا لتحيته خلال التكريم، بدا صادقا في أعينهم واحدا واحدا، من قضاة ومسؤولين وصحافيين، ترجمته قبلة على جبين «الهادن الكبير» طبعها نيابة عن الجميع، الحاضرين منهم والغائبين، قضاة، محامين، قراء وإعلاميين ، بكل حب واحترام رئيس محكمة النقض الأستاذ مصطفى فارس، فكانت عنوانا عريضا على حجم التقدير والاعتزاز وعمق الاحترام المتبادل ضمن علاقة تكامل لا تضاد، التي يجب أن تجمع بين الإعلاميين وكل المسؤولين في مختلف المجالات.