في اللقاء الذي جمعه برجال الأعمال من ممثلي أفضل 500 مقاولة مصنفة في المغرب الذي نظمته مجلة «economie entreprise» بالبيضاء بداية هذا الأسبوع، اعترف بنكيران، بعد تذكيره بالعديد من وعوده، وبعض القضايا العالقة التي تهمهم، بأنه أصبح يشعر بالعياء وبدأ ينسى الكثير من الأمور، مخاطبا إياهم: «غير كنخرج كنسى كلشي»، ذلك الشي كتير بحال الكرة غير تنزل للأرض كتمشي، مضيفا أن كثرة نسيانه دفعته إلى الاستعانة بمساعديه كي يذكرونه بالأمور التي قد يكون نسيها. وفي نفس اليوم الذي كان فيه بنكيران يتحدث عن آفة النسيان التي ابتلي بها، وعن آفتي العياء والإرهاق اللتين تلازمانه، كان وزير الاقتصاد والمالية في حكومته، محمد بوسعيد يتحدث لممثلي الأمة - وليس لممثلي رجال الأعمال فقط، ومن خلالهم ومن خلال التلفزيون إلى الشعب المغربي، وهو يستعرض مشروع قانون المالية أمام البرلمان، يتحدث بصريح الرقم «الأصفر» عما نسيه رئيس الحكومة من وعود تقديم الدعم المباشر للفقراء والأرامل، بحيث أصبح الوعد ب 1000 درهم شهريا لكل أرملة مجرد صفر درهم شهريا وسنويا لكل أرملة، أما عن وعوده بعدم المساس بالقدرة الشرائية للمواطنين، فقد فضح الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ادريس الأزمي أمام أعضاء لجنة المالية بمجلس النواب بأن بنكيران وحكومته سيعلمون (بجهد) على الزيادة في أسعار الطاقة الكهربائية وكذلك أسعار المرور عبر الطرق السيارة، وفي أسعار الشاي والأرز والشعرية، ولأن الزيادة في العبور عبر الطرق السيارة يشبه الزيادة في البنزين، لأن كل ما يزاد على الناقل يتحول إلى زيادة في سعر المواد المنقولة، فإن كل المواد المنقولة ستزداد هي الأخرى، وغالبا وفق الأهواء، هذا بالطبع، بالإضافة إلى ما بذلته الحكومة من مجهودات إضافية للإضافة في الضريبة على القيمة المضافة، وتقليص نفقات صندوق المقاصة من 35 إلى 23 مليار درهم، وهو بالطبع تقليص لن يكون سوى على حساب الفقراء مثل العادة وكدائما وأبدا. هل هي خيبة أمل أخرى للفقراء في حكومتهم، أم هي خربة أمل نهائيا في هذه الحكومة؟ هاذي أكثر من الخيبة.. هاذي راها الريبة، وليس فقط للفقراء بل للجميع.. لذلك حق على الجميع أن يغسلوا أيديهم على هذه الحكومة، وكل ما قد يجيء منها، لأنه لا يجيء منها إلاّ المصائب والنوائب، والزيادات فوق ما قد يحتمله محتمل، وهي على كل حال حكومة لا تسهر سوى على تربية الديون، ومكافحة ومحاربة الفقراء وإنعاش الفساد وممارسة الاستبداد وإلهاب الأسعار، وفتح الأفق على قوارب الموت بعد تعطيل الشباب، والسهر على تجميد وتبريد الاستثمار، والسهر على كهربة الأجواء مع كل الأطراف والأطياف والسهر على إطراح القضاء من أجل القضاء على القضاء بالضربة القاضية والمحامية أيضا.. إلخ.. إلخ.. ولأن رئيس حكومتنا الموقرة عيان وتعبان، ومرهق وكثير النسيان - اللَّهم عفوك يا الله - فإن عليه ألاّ ينسى أن الشعب لا ينسى، وأنه يتابع مدى اتساع الهوة بين وعوده وعسلها، وبين إنجازاته - إجهازاته وحنظلها مما ارتوى واكتوى به.. ولذلك، فإذا كانت حكومة بنكيران ما عادت تسهر سوى على تربية لحيتها، فإن الشعب المغربي هو من علمّ العالم المثل القائل:« من لحيتو يلقم لو» ولذلك: «سنقرؤك فلا تنسى».