اتهم عمار سعيداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني (حزب النظام) الاتحاد الأوروبي، الذي يوجد وفد عنه في زيارة للجزائر، ب»التدخل في الشؤون الداخلية للبلد». وصرح سعيداني، الأربعاء، في أعقاب مباحثات مع أعضاء الوفد الأوروبي الذي يجري سلسلة لقاءات مع أحزاب وممثلي المجتمع المدني بشأن الوضعية السياسية في الجزائر، بأن هذه الأخيرة «تحتاج إلى الحفاظ على أمنها واستقرارها، ولا تقبل هذه التدخلات». وآخذ سعيداني، الذي أبدى «تحفظات» حول هذه البعثة، بالخصوص، الوفد الأوروبي على اعتماده أجندة «مفتوحة» بإجرائه اتصالات «خارج إطار الأحزاب والجمعيات المعترف بها رسميا». ومن جهته، أعرب رئيس قسم المغرب العربي بالاتحاد الأوروبي، برنارد سافيج، الذي يقود الوفد، عن رفضه لاتهامات الأمين العام للجبهة الذي يبدو أن اللقاء بينهما كان «متوترا» وفق وسائل إعلام جزائرية. وقد نفى سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر، مارك سكوليل، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية (واج)، أي نوايا للتدخل، قائلا «إننا لا نقوم بأي تدخل (في الشؤون الداخلية للدول) وهذا ليس من عاداتنا».وأوضح سكوليل أن هدف الوفد الأوروبي «هو الاستماع، وهو نوع من الاتصال المنتظم كل شهرين إلى ثلاثة أشهر»، مضيفا أن ذلك يدخل في إطار علاقات الجوار». وكان وفد الاتحاد الأوروبي قد التقى عدة وجوه من التنسيقية الوطنية للحريات والانتقال الديمقراطي، وهي تكتل لأحزاب وشخصيات توحدت، منذ الصيف الماضي، في أرضية تتمحور حول إجراء انتخابات مسبقة لتحقيق التغيير المنشود في البلاد. وقدم علي بن فليس، الذي خسر السباق إلى كرسي الرئاسة في انتخابات 17 أبريل الماضي، خلال لقائه بالوفد، عرضا لمقترحه القاضي بتنظيم «مسار شامل لحل الأزمة السياسية». ووفق بيان لابن فليس، نشر للعموم أمس، فإن هذا الأخير، الوزير الأول سابقا، سلم وفد الاتحاد الأوروبي مذكرة حول فحوى هذا المقترح المتضمن ل»تنظيم تحول ديمقراطي جامع وتدرجي وهادئ كحل مميز وأمثل للخروج من الأزمة السياسية التي تواجهها الجزائر حاليا». ومن جهتها، أطلعت قيادة جبهة القوى الاشتراكية (المعارض التاريخي في الجزائر) وفد الاتحاد الأوروبي على تفاصيل مبادرتها المتمثلة في «إعادة بناء الإجماع الوطني»، القاضية ب»إحداث التغيير السلمي بإشراك كل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين». واعتبرت صحيفة (الوطن)، واسعة الانتشار بالجزائر، في افتتاحية عددها لنهار أمس، أن الاتحاد الأوروبي، بتخليه عن الحياد في الصراع القائم بين المعارضة والنظام، «قد يصبح موضوعا لقراءات سياسية لا تبدو جلية في التصريحات الرسمية الصادرة عن الشركاء الأجانب في الجزائر». وتساءلت الصحيفة إن كان المراقبون الأجانب لمسوا «في الوضع الصحي للرئيس إشارات عن نهاية حقبة، تبرر اهتمام شركائنا بصوت المعارضة».