إلى جانب الخروقات والاختلالات الكثيرة التي يعرفها قطاع النقل الحضري بوجدة، والتي رصدتها لجنة تقنية مختلطة ورفعت في شأنها تقريرا إلى السلطات المحلية، أماطت حادثة سير مميتة وقعت بعد زوال يوم الأربعاء 19 نونبر 2014، اللثام عن خرق آخر لا يمكن أن يدخل إلا في خانة التزوير، بحيث أن الحافلة التي تسببت في الحادثة، إلى جانب عدم توفرها على تأمين، تبين بأنها تحمل نفس الرقم التسلسلي مع حافلة أخرى لنفس الشركة، وهذا ما كشفت عنه مصلحة حوادث السير التابعة لولاية أمن وجدة بعد ضبط الحافلة الثانية، ليتم إيداعهما بالمستودع البلدي بأمر من النيابة العامة التي أمرت بفتح تحقيق في القضية. وكانت الحافلة المذكورة، والتابعة لشركة النقل الحضري «الشرق»، قد دهست طفلا في الساعة الواحدة من زوال الأربعاء عندما كان يعبر الطريق على متن دراجة هوائية لترديه قتيلا، لينضاف إلى لائحة ضحايا قطاع كان الأحرى أن يكون حيويا بالمدينة الألفية، لكن الوضعية الكارثية التي آل إليها أسطول النقل الحضري حالت دون ذلك، ليصبح خطرا محدقا بالمواطنين ركابا وراجلين أمام صمت غير مبرر للجهات المعنية، وخصوصا الجماعة الحضرية، والتي بدل اتخاذ إجراءات حازمة في حق الشركتين ،عملت على مكافأتهما بالمصادقة على الزيادة في ثمن التذكرة، وبالتالي مساعدتهما على الحصول على منح خيالية!