الصين تدرس مراجعة قانون مكافحة غسيل الأموال    بطولة انجلترا: أرسنال ينفرد مؤقتا بالصدارة بعد فوز كبير على تشلسي 5-0    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل للمباراة النهائية على حساب لاتسيو    توفيق الجوهري يدخل عالم الأستاذية في مجال تدريب الامن الخاص    الولايات المتحدة.. مصرع شخصين إثر تحطم طائرة شحن في ألاسكا    الصين: أكثر من 1,12 مليار شخص يتوفرون على شهادات إلكترونية للتأمين الصحي    إيلا كذب عليك عرفي راكي خايبة.. دراسة: الدراري مكيكذبوش مللي كي كونو يهضرو مع بنت زوينة        أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة.. وهجوم إيران أربك حسابات الاحتلال    إقبال كبير من الجالية والنساء.. هذا عدد المغاربة المستفيدين من دعم السكن وتمكنوا من اقتناء سكنهم    محلل رياضي مشهور: أمرابط بمانشستر ليس اللاعب المتألق الذي رأيناه مع المنتخب المغربي في قطر    حزب الله يشن أعمق هجوم في إسرائيل منذ 7 أكتوبر.. والاحتلال يستعد لاجتياح رفح    طقس الأربعاء.. أمطار ورياح مع تناثر غبار بهذه المناطق    لقاء يستحضر مسار السوسيولوجي محمد جسوس من القرويين إلى "برينستون"    الحوار الاجتماعي.. الحكومة والنقابات داخلين فمفاوضات مكثفة على قبل الحق في الإضراب وحرية العمل    رحيمي والعين قصاو بونو والهلال وتأهلو لفينال شومبيونزليگ    موقف بركان قوي واتحاد العاصمة ضعيف وها الأحكام اللي يقدر يصدرها الكاف فقضية الغاء الماتش بسبب حماق الكابرانات    "الأحرار" يحسم الاقتراع الجزئي بفاس    سيراليون دعمات الوحدة الترابية للمملكة.. هو الحل الوحيد لي عندو مصداقية    تلاميذ متميزون يستكشفون آفاق الدراسة في كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة    رد قوي من طرابلس على التكتل مجهول الهوية لي بغات تخلقو الجزائر.. ليبيا شكرات سيدنا على دعمه الثابت لقضيتها وأكدات أهمية تعزيز اتحاد المغرب العربي    لومبارت كوساك : الفلاحة .. العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي "غنية جدا"    المنتخب الجزائري لكرة اليد شبان ينسحب من مواجهة المغرب بسبب خريطة المملكة    إليك أبرز أمراض فصل الربيع وكيفية الوقاية منها    وزير فلسطيني: المغرب الأكثر اهتماما وعناية بشؤون القدس    ميارة يستقبل فيرا كوفاروفا نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    الأمثال العامية بتطوان... (580)    يهم البذور والأغنام والحليب.. المغرب وفرنسا يعززان تعاونهما الفلاحي    الأديب عبد الرفيع جواهري ضيفا على برنامج "مدارات"    وزير الخارجية الإسباني يؤكد افتتاح الجمارك بباب سبتة    تفتيش شابة على متن حافلة ببني ملال يسفر عن مفاجأة    تداولات البورصة تغلق على "أداء سلبي"    عاجل. حكم قاصح بزاف. الاستيناف طلع العقوبة الحبسية للطاوجني ل4 سنين بسباب شكاية دارها بيه وزير العدل    فرنسا معولة على مخابرات المغرب فتأمين أولمبياد باريس وها شنو گال جيرالد دارمانان    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    وزارة إسبانية: "سيام" من أكثر المعارض الفلاحية الواعرة فشمال إفريقيا    آيت طالب: أمراض القلب والسكري والسرطان والجهاز التنفسي مزال كتشكل خطر فالمغرب..85 في المائة من الوفيات بسبابها    ضمن جولة إقليمية.. حموشي يقود وفدا أمنيا مغربيا إلى الدوحة ويتباحث مع مدير "أمن الدولة"    جائزتها 25 مليون.. "ديزي دروس" و"طوطو" يترأسان لجنة تحكيم مسابقة في فن "الراب"    مديرية الضرائب تعلن عن آخر أجل لإيداع الدخول المهنية    الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية في مستشفيات غزة    خارطة طريق فلاحية جديدة بين المغرب وفرنسا    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    وزارة التربية الوطنية تشرع في عقد المجالس التأديبية للأساتذة الموقوفين وسط رفض نقابي لأي عقوبة في حقهم    بنموسى: الأزمة التي عاشتها المنظومة التعليمية شكّلت لنا فرصة للإصلاح    حرائق الغابات تجتاح عددا من مقاطعات كندا    أكادير.. الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ من 25 إلى 28 أبريل الجاري    العلاج بالحميات الغذائية الوسيلة الفعالة للشفاء من القولون العصبي    هذه هي الرياضات المناسبة إذا كنت تعاني من آلام الظهر    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و183 شهيدا منذ بدء الحرب    فرنسي يبصق على مؤثرة مغربية محجبة قرب برج إيفل (فيديو)        سعد لمجرد يكشف تفاصيل لقائه بجورج وسوف    الأمثال العامية بتطوان... (579)    وفاة الشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما    كيف أشرح اللاهوت لابني ؟    الأسبوع الوطني للتلقيح من 22 إلى 26 أبريل الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ادريس لشكر: «سنضع قضية إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر أمام لجنة المتوسط بالأممية الاشتراكية»

أعلن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، الأستاذ ادريس لشكر من مدينة وجدة، عن مبادرة تتعلق بوضع قضية إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر أمام لجنة المتوسط التي تضم في عضويتها الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية في دول البحر الأبيض المتوسط، سواء الموجودة في التدبير أو في المعارضة، والتي ستجتمع نهاية شهر يناير أو بداية فبراير 2015 بإسبانيا، وذلك لإدراجها ضمن جدول أعمالها القادم.
وجاء ذلك خلال استحضاره للوضع الحدودي في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي الثامن بوجدة، الذي انعقد مساء السبت 20 دجنبر 2014 تحت شعار «مؤتمر البناء والتأهيل السياسي لوجدة رافعة للتنمية جهويا ومغاربيا»، حيث سجل بأن 20 سنة من إغلاق الحدود أضرت بمصالح الشعبين المغربي والجزائري.
الحدود المغربية -الجزائرية
قال الكاتب الأول ادريس لشكر إن «إغلاق الحدود بين الشعبين المغربي والجزائري يعكس مظاهر الحرب الباردة، ونحن عندما نطرح قضايا ساخنة في الملتقيات الدولية نعتبر بأن الجزائر معلنة الحرب على المغرب وهي حرب مفتوحة على كل الاحتمالات»، ولذلك -يضيف الأستاذ لشكر- «على شعوب البحر الأبيض المتوسط التي تتوق للسلام، والتي تحرص على أن تكون هذه البحيرة بحيرة أمن وسلام وطمأنينة، عليها أن تتحمل مسؤوليتها تجاه حكام الجزائر وأن يكون لها موقف صريح وواضح».
وأشار في اللقاء، الذي عرف حضور عدد من الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية ومناضلات ومناضلين اتحاديين من مختلف أقاليم الجهة الشرقية إلى جانب أعضاء المكتب السياسي محمد العشاري، فاطمة بلمودن، بديعة الراضي وحنان رحاب، (أشار) الى أنهم في الاتحاد الاشتراكي سينخرطون في التوجهات العامة التي وردت في خطاب المسيرة والتي نصت وحرصت على جعل سنة 2015 سنة حاسمة في ما يتعلق بهذا الصراع، وحتى تكون سنة حاسمة -يقول الكاتب الأول- «نحن قررنا أن نتحرك على المستوى الحزبي وعلى مستوى كل الفضاءات وعلاقتنا الدولية علاقات متميزة كاتحاد اشتراكي، وبدون غرور، يمكننا القول إننا الحزب الذي له علاقات خارجية وعمله في ميدان العلاقات الخارجية نتفوق على أغلب ما يوجد في المشهد الحزبي المغربي».
وأبرز الكاتب الأول أن المبادرة المذكورة ستنطلق «أولا من إيماننا بأواصر الوحدة والأخوة ووحدة المصير، ستنطلق ثانيا من الوفاء للتضحيات المشتركة التي قدمها شباب هذه المنطقة من أجل التحرر الوطني، وستنطلق أخيرا من أن إغلاق الحدود هو انتهاك للحقوق الأساسية للشعبين...» واسترسل قائلا: «ونحن عندما ندعو إلى رفع هذا الإغلاق فلأننا مؤمنون بأن من مصلحة الشعبين ومن حقهما على حكامهما أن نطالب بالعمل من أجل رفع هذه المعاناة، رفعها إنسانيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا»، مؤكدا على أن «حكام الجزائر لم يعوا بعد بأن هذا الأمر لا يضر الشعب المغربي، فالشعب المغربي هادئ ومستقر، بل الضرر الكبير للشعب الجزائري».
وذكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمساعي الأممية والأوربية والعربية المنادية بفتح الحدود لما فيه مصلحة الشعبين المغربي والجزائري، وكذا المجهودات التي بذلتها قوى عالمية كفرنسا وإسبانيا لاقتناع الجميع بأنه «حتى نكون في منطقة آمنة وحتى تعيش بحيرة الأبيض المتوسط وأن تكون بحيرة سلام، لأنه لن يستقيم لهم الأمن والسلام والهدوء في الشمال إذا كان هذا الأمن غير متوفر في الجنوب». وأضاف أيضا بأن الأمم المتحدة في مقرر من مقرراتها اعتبرت بأن «فتح الحدود البرية عامل رئيسي في تسهيل حل النزاع لقضية صحرائنا في الجنوب» لكن - يقول لشكر - «مع كل هذه المطالبات التي تلتقي مع إرادة الشعب المغربي، ظل الحكام الجزائريون مصرين على موقفهم الرافض، هذا الموقف الذي تنكر لصلات الرحم بين السكان في المنطقة الحدودية، هذا الموقف المصر على قطع هذه الصلات والمصر على التنكر لواجب حسن الجوار بين البلدين وغير العابئ بوازع القرابة بين الشعبين في كل المناطق الحدودية» وأردف: «مع كامل الأسف مازال المسؤولون الجزائريون متمسكين بسياسة الجدار الأمني العقيمة، ومازالوا مسكونين بعقلية الجدار السيكولوجي الذي تحول عندهم إلى عقيدة يحاولون غرسها في أبناء الشعب الجزائري، لذلك كثرت استفزازاتهم ومست حتى الحق في الحياة وآخرها محاولة قتل مجموعة من المواطنين المغاربة».
وذكر الكاتب الأول أيضا بأن المجتمع الدولي «يعتبر موقف الجزائر موقفا غير مقبول إنسانيا وغير مستساغ من زاوية القانون الدولي المعاصر ، وغير منسجم مع المبادئ المتضمنة في ميثاق اتحاد المغرب العربي، كما أنه مضر للمنظومة الاقتصادية في المنطقة وغير مستوعب للتحديات الخطيرة التي تتعرض لها». وأشار في هذا الإطار إلى الحراك الذي عرفته المنطقة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط وأدت إلى اللااستقرار وأيضا «ترسانة الأسلحة التي كانت توجد في ليبيا وأصبحت تتجول اليوم في الساحل والصحراء عرضة لكل مافيات المخدرات ومافيات المتاجرة بالبشر وعرضة لكل العابثين» يقول الأستاذ ادريس لشكر، مضيفا بأن «هذه التحديات الخطيرة التي تتهددنا وتواجه شعوب المنطقة برمتها مع كامل الأسف، لا تجد من الجزائر إلا الصد، لأنه لا توجد في الجزائر فئة حاكمة متجانسة وواعية».
كما ذكر بالدور الذي تلعبه قيادة الاتحاد الاشتراكي في مجلس الأممية الاشتراكية التي يعتبرون أعضاء فاعلين فيها، حيث عملوا في الأيام الأخيرة على إفشال مخطط الجزائر وصنيعتها البوليساريو من أجل منح الأخيرة العضوية الدائمة في هذه المنظمة. وأبرز الأستاذ لشكر كذلك أنهم قرروا في إطار التنسيقية التي شكلتها أحزاب المعارضة في البرلمان «استراتيجية سنشتغل عليها، سواء تجاه الأمم المتحدة أو تجاه المنظمات القارية التي نوجد فيها جميعا، وقررنا في إطار هذه الاستراتيجية أن الاتحاد الذي يشتغل في الأممية الاشتراكية والآخرون ممن يشتغلون في الأممية الليبرالية أو الأممية المتوسطية، علينا جميعا أن نبذل مجهودا وألا نترك الدبلوماسية الرسمية هي التي تشتغل في القضايا الوطنية لأننا نحن في الاتحاد الاشتراكي هذه هي تربيتنا وهذا هو أسلوبنا في العمل».
رئاسة الحكومة والاختصاصات الدستورية
إلى جانب ذلك، تطرق الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لبعض ممارسات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، والذي عمد خلال لقاء حزبي بمدينة وجدة إلى «الكذب» على قيادة الاتحاد الاشتراكي، واتهمهم بأنهم رفضوا تسمية قاعة في البرلمان باسم المرحوم احمد الزايدي، وأن ذلك تم في اجتماع لندوة الرؤساء التي يجتمع فيها رئيس مجلس النواب برؤساء الفرق السياسية ورؤساء اللجن، وهي «كذبة» فندها بيان حقيقة أصدره الحزب كما فندها رئيس مجلس النواب حين أعلن بكل مسؤولية أنه لم يحدث أبدا أن طالب أي فريق بذلك.
كما أشار إلى القنبلة التي فجرها رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب عبد الله بوانو عندما قال بأن «برلمانيين في مجلس المستشارين وقعت رشوتهم من طرف شركة للتبغ، وأن مبلغ الرشوة وصل إلى 2 مليار سنتيم» وتساءل في هذا الصدد عن «أية مصداقية لهذه الحكومة ولرئيسها ولرئيس النيابة العامة الذي هو وزير العدل أن يسمع عن جريمة ولا يستدعي عبد الله بوانو لمطالبته بتقديم كل البيانات عنها، ولا يبحث فيها، فهل هذا هو محاربة الفساد؟» واسترسل قائلا: «مما لاشك فيه أنكم ستتأكدون بأنهم جعلوا من محاربة الفساد شعارا للاستقواء على الآخرين، ولكي يجعلوه كالفزاعة، عندما تعارض أنت مفسد حتى يتخوف الجميع» مضيفا «في مدينتكم وجدوا شخصا اختصاصيا في أن يكون فزاعة لهم لتخويف أية معارضة، وعندما يتجاوز الحدود يتدخل رئيس الحكومة ويقول لا تأخذوا عليه فهو ابن بويا عمر»، في إشارة إلى النائب البرلماني عبد العزيز أفتاتي.
وفي ما يتعلق بجلسة المساءلة الشهرية ذكر الأستاذ لشكر بأنها تحولت مع حكومة عبد الإله بنكيران من نوع من الرقابة على الحكومة إلى جلسة للتصفيق، حيث قال «لم أر في أي بلد حكومة تساءل من أجل المراقبة فيتحول من يراقبها إلى مصفق على الوزراء عن كل كلمة ينطقون بها».
وعرج لشكر على دستور 2011 والاختصاصات التي خولها لرئيس الحكومة، وقال في هذا الإطار «اعتقدنا أننا ناضلنا وكافحنا من أجل أن نكون أمام رئيس حكومة يتولى طبقا لما جاء في دستور 2011 كل اختصاصات السلطة التنفيذية والتنظيمية، لكن مع كامل الأسف هذه الحكومة اختزلت هذه الاختصاصات في ريع التعيينات، وها أنتم تلاحظون لم يخل مجلس للحكومة من قرارات لرئيس الحكومة في تعيين هذا العميد وهذا الرئيس، لدرجة أن زوجات المسؤولين السياسيين أصبحن يتدخلن في تعيين هذا العميد أو ذاك وحدثت أشياء يندى لها الجبين...»
وأشار أيضا إلى التدخل الملكي الأخير من أجل «شوهة» مركب الأمير مولاي عبد الله، حيث أبرز بأن «قرار الإقالة أو التعيين لا يمكن دستوريا لجلالة الملك أن يتخذه إلا بعد اقتراح من رئيس الحكومة، لو كان لنا رئيس حكومة حقيقي». «عندما نتوجه لك بالنقد يا السي بنكيران فلكي نوقظك فقط» يؤكد لشكر، مضيفا «أما نحن فنعرف بأننا ناضلنا وكافحنا وأنت جئت في المركز الأول لكي تكون رئيسا لحكومتنا جميعا وليس رئيس حكومة العدالة والتنمية، لذلك نريدك أن تتحمل مسؤوليتك».
ومن جهة أخرى، أشار الكاتب الأول إلى ما وصفه بالضجيج الذي يساهم فيه رئيس الحكومة، ومحاولة التحكم في الأحزاب وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، «تدخل في المؤتمر الوطني التاسع وقبل المؤتمر وخبرنا مؤامراته ومناوراته وواجهناها وفشل مخططه، حيث كان يريد قيادة على مقاسه وكان يريد اتحادا على مقاسه «يسخن به أكتافه» كما طلب منا، ولم يعجبه عندما قلنا له بأن ليس الاتحاد من «يسخن لكتاف» ولذلك كان يود معاقبتنا بأن يجد من داخلنا من «يسخن به لكتاف»، لكن الاتحاديين «ميكملوش اسي بنكيران» لأن الاتحاديين هم الأصل بنضالهم وكفاحهم...» يقول الأستاذ ادريس لشكر.
وفي ما يخص الشأن الحزبي الداخلي قال الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأن الاتحاد بصدد انبعاث جديد و»أننا بصدد إعادة البناء، وإعادة البناء هي التي ستجعلنا نواجههم بندية في الاستحقاقات القادمة». وتوجه إلى المناضلات والمناضلين الاتحاديين بالقول أن «ما نحن بصدده اليوم هو حزب المؤسسة، مر زمن حزب السيبة والحزب سيتعامل مع المناضلين سواسية كأسنان المشط، والأكثر عطاء وتضحية وحضورا هو الذي سنحمله على أكتافنا ونقول له تقدم بنا إلى الأمام».
لحظات للاعتراف والتكريم
استهل الأستاذ ادريس لشكر كلمته بالتذكير ببعض رموز الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمدينة وجدة من الذين أبلوا البلاء الحسن كالمرحوم يحيى بوزغود ومساهمته في الحركة الاتحادية فكرا ونضالا، نقابيا سياسيا ومؤسساتيا في البرلمان، وكذلك بعض المناضلين الذين فيهم من أعجزه وأقعده المرض ونذكر منهم المناضلين محمد بنشواط وعبد الرحمان المتوكل ومحمد بوعلي وعلي بوشامة... كما تم التذكير بكل تقدير واحترام بمساهمة الفريق الاتحادي بمجلس بلدية وجدة تحت رئاسة المناضل يحيى بوكرابيلا.
وقد تم في هذه المحطة أيضا تكريم مجموعة من المناضلين ويتعلق الأمر بالأخت فاطمة اليعقوبي، والإخوة يحيى بوكرابيلا ولحسن البهالي وحساين محمد وعلي بوشامة.
نشير إلى أنه في بداية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ولتزامن هذا الحدث التنظيمي والسياسي الاقليمي مع ذكرى الشهيد عمر بنجلون والذكرى الأربعينية للمرحوم أحمد الزايدي وذكرى المرحوم عبد الرحمان الشناف وفقدان مدينة وجدة لأحد مناضليها يحيى بوزغود، تمت قراءة الفاتحة ترحما على أرواحهم وعلى أرواح كل شهداء الاتحاد الاشتراكي الذين راحوا ضحية سنوات الجمر والرصاص، وترحما على الذين فقدهم الاتحاد قضاء وقدرا.
وقد عرف هذا المؤتمر الإقليمي مشاركة ما يفوق 400 مؤتمر ومؤتمرة، واستمرت أشغاله بعد الجلسة الافتتاحية تحت إشراف عضوي المكتب السياسي المكلفين بالتنظيم بالجهة الشرقية محمد العشاري وفاطمة بلمودن.
وكان الكاتب الاول ادريس لشكر، قد ترأس قبل الجمعة الماضي، ببوزنيقة، افتتاح الجامعة الشتوية للشبيبة الاتحادية التي اعتبرها بمثابة انبعاث جديد لشبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي والتي كانت دائما وستظل مدرسة للأجيال.
وأوضح لشكر، خلال افتتاح فعاليات الجامعة الشتوية للشبيبة الاتحادية، التي تميزت بحضور أعضاء المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، أن الجامعة الشتوية عنوان لوفاء الشبيبة الاتحادية للدفاع عن كل القضايا التي تهم الشباب، وتأكيد أيضا للرهان على الشبيبة الاتحادية من أجل الاستمرار والتوجه إلى المستقبل، بعيدا عن ثقافة السلبية والعدمية والتشكيك .
وقال لشكر، في هذا اللقاء الذي حضره أزيد من600 شاب وشابة، إننا نريد شبيبة مشاكسة، كما عهدناها منذ نشأتها، شبيبة أكثر ثورية وتقدمية منا تتنافس في مناقشة كل القضايا التي تهم الشباب المغربي الذي وصل به الإحباط واليأس درجات متقدمة.
وأضاف لشكر أن انعقاد الجامعة الشتوية للشبيبة الاتحادية تحت شعار ««39 سنة ويستمر النضال... لئن قتلوا عمر فكلنا عمر»»، هو لحظة وفاء لمناضلي الحركة الاتحادية الذين استشهدوا، وعلى رأسهم الشهيد عمر بنجلون ومحمد كرينة، وأيضا للذين ذاقوا مرارة الاعتقال.
وأكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في السياق ذاته خلال جلسة افتتاح فعاليات الجامعة التي حضرها أعضاء من المكتب السياسي والحبيب المالكي رئيس اللجنة الادارية وثلة من القياديين والمناضلين الاتحاديين، أن الجامعة الشتوية للشبيبة الاتحادية تنعقد اليوم لتكون عنوانا للثقة في المستقبل في زمن يعرف فيه العمل السياسي تراجعا كبيرا، ليس في المغرب فقط بل في أرجاء المعمور، وأيضا تبخيسا للعمل الحزبي والسياسي وتراجعا في النظرة للعمل السياسي ورجل السياسة.
وقال لشكر إن الجامعة الشتوية للشبيبة الاتحادية هي اليوم مجال من شأنه أن يسعف الجميع في أن يتخلى بعض الوقت عن أنانيته، ويتجرد من نزوعاته الذاتية ويسهم في مناقشة قضايا الشباب ومستقبل البلاد، موضحا أن تعدد الرؤى من شأنها أن تساهم في بناء شخصية مناضل الغد.
وشدد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على ضرورة أن يكون للشباب في الحركة الاتحادية، التي ستظل فضاء للعمل والتأطير والتكوين، دور في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مؤكدا على ضرورة المشاركة الواعية والمسؤولة لشباب الاتحاد في هياكل القطاع الطلابي الاتحادي والحضور المتواصل في الجامعات المغربية، وكذا تبني نضال القرب في كل أوساط المجتمع بالموازاة مع الانخراط العمل الجمعوي والتطوعي.
واستعرض لشكر الدينامية التي يعيشها الحزب منذ عقد المؤتمر الوطني التاسع، ومعها الشبيبة الاتحادية التي ستعقد لجنتها المركزية في يناير المقبل، وقال في هذا الصدد إن العين الموضوعية ستعترف بما أنجز من أجل إعادة بناء الحزب وهيكلته.
وأكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في السياق ذاته على الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على وحدة الحزب، موضحا أن الوحدة الفعلية والحقيقية هي وحدة العمل على كل الواجهات مما يمكن من النهوض بالحزب.
وتميزت الجلسة الافتتاحية، التي استحضرت روح الراحل أحمد الزايدي حيث تمت تلاوة الفاتحة ترحما على روحه بمناسبة أربعينية الفقيد، بكلمة لحسن البرهومي لكاتب الاقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي ببسليمان، التي استحضر فيها أمام جيل الشباب الاتحادي المشارك في فعاليات الجامعة الشتوية، سنوات الستينات والسبعيات حيث كانت الشبيبة تقود المعارك النضالية خلال سنوات الجمر في رحاب الجامعات من أجل مواجهة الاستبداد والظلم الاجتماعي، وكذا إرساء أسس الديمقراطية التي كانت من شعارات ومبادئ الاتحاد الاشتراكي.
واعتبر الكاتب الاقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي ببسليمان، مبادرة عقد فعاليات الجامعة الشتوية، التي تأتي في إطار الدينامية التي يعرفها الحزب منذ المؤتمر الوطي التاسع، مبادرة متميزة افتقدتها الشبيبة الاتحادية منذ زمن .
وقال البرهومي في هذا الصدد إن مبادرة عقد الجامعة الشتوية، التي تصادف ذكرى اغتيال شهيد الحركة الاتحادية المرحوم عمر بنجلون الذي اغتالته أيادي الظالمين والرجعيين الذين يهدفون الى تقويض مسيرة حزب القوات الشعبية، تدفعنا إلى العودة إلى التقاليد المعروفة لدى شبيبتنا، والتي كانت تتميز بتكثيف اللقاءات والأيام الدراسية والتكوين للرفع من مستوى الشباب الاتحادي خاصة والمغربي عامة.
وأكد الكاتب الاقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي ببنسليمان، خلال هذا اللقاء الذي تزامن أيضا مع الذكرى الاربعينية لوفاة المناضل المرحوم أحمد الزايدي، الذي كان من الاتحاديين الأبرار في الإقليم وأحد الأعمدة التي صمدت في وجه آليات التزوير والقمع، أن سبب صمود الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أمام الهجمات والمكائد هو تبنيه اختيار الوقوف إلى جانب الشباب، والفلاحين والتجار والعمال والطلبة والمرأة وكذلك للدينامية التي عرفها بعقد مؤتمرات إقليمية وقطاعية وطنية وملتقيات ديبلوماسية حزبية ناجحة.
ومن جانبه قال عبد الله الصيباري الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، خلال افتتاح فعاليات الجامعة التي تميزت بحضور ضيوف من مختلف الاحزاب الوطنية التقدمية والشبيبات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات، إن انعقاد هذه الجامعة الشتوية للشبيبة الاتحادية في هذه الظرفية الدقيقة التي يعيشها الاتحاد الاشتراكي والشبيبة الاتحادية والمغرب ،رهان حاسم يروم إعادة الشبيبة الاتحادية الى وهجها الحقيقي كمنظمة سياسية شبابية تقدمية، شكلت طيلة تاريخها حركة شبابية ارتبطت باستمرارية حركة التحرير الشعبية وقدمت شهداء ومناضلين أبرارا.
وأضاف الصيباري أن هذا الرهان، الذي حملته الشبيبة الاتحادية منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن خلال شهر يوليوز، لهو أكبر دليل على الرغبة في إعادة المنظمة إلى سكتها الصحيحة وإعادة بنائها من جديد سياسيا وتنظيميا بعد سنوات الجمود التي عاشتها، وإرجاع الاشعاع الذي جعلها طيلة 39 سنة، أهم وأكبر منظمة شبابية تقدمية يسارية في المغرب.
وأكد الكاتب العام للشبيبة الاتحادية أن تنظيم هذه الجامعة الشتوية بهذا العدد المهم من المشاركين، من مختلف الجهات في المغرب، يأتي في إطار الدينامية التي يعيشها الحزب منذ المؤتمر الوطني التاسع في إطار مشروع استعادة المبادرة تحت قيادة الاخ الكاتب الاول الأستاذ ادريس لشكر والإخوة والأخوات في المكتب السياسي، والذي يروم إعادة بناء الحزب من جديد.
وأشار الصيباري إلى أن تاريخ انعقاد الجامعة الشتوية يأتي بالتزامن مع ذكريين غاليتين على كل الاتحاديين والاتحاديات الاولى وهي ذكرى استشهاد القائد الاتحادي وشهيد الطبقة العاملة ومهندس المؤتمر الاستثنائي الشهيد الفذ عمر بنجلون الذي سقط بأيادي الغدر والظلامية يوم 18 دجنبر 1975 من طرف اليمين الديني ممثلا في تنظيم الشبيبة الاتحادية الذي كان ينتمي إليه رئيس الحكومة الحالي وقيادات حزبه.
وأضاف الكاتب العام للشبيبة الاتحادية أن الذكرى الثانية فهي ذكرى تأسيس الشبيبة الاتحادية، ثلاثة أيام بعد اغتيال عمر بنجلون، حيث عقد المجلس الوطني الاول تحت شعار ««إذا اغتال المتآمرون عمر، فكلنا عمر بنجلون»»، وهي الذكرى التي أسست لبداية هذه المنظمة وحددت خطواتها الأولى مشروعها السياسي الذي استلهم القيم الاشتراكية الاتحادية للحزب.
وأوضح الصيباري أن انعقاد هذه الجامعة هو ربط بين الماضي والحاضر وبين كل أجيال المنظمة التي ساهمت في بنائها طيلة 39 سنة، وتخليد لذكرى المناضلين والمناضلات الذين ضحوا من أجل بناء صرح سياسي شبابي اسمه منظمة الشبيبة الاتحادية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.