ما المقصود بالتهاب الكبد، وهل يتعلق الأمر بمرض واحد أم بعدة أنواع؟ التهاب الكبد يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، نظرا لوظائف هذا العضو التي لا يمكن الاستغناء عنها، وتزداد حدة ودرجة الخطورة حين يتم الكشف عن المرض بشكل متأخر، لذا فإن التشخيص المبكر له أهمية بالغة. وهناك عدة أنواع من التهابات الكبد التي تتسبب فيها عوامل مختلفة، لكن الالتهابات الفيروسية هي التي تعد الأكثر انتشارا، والتي نجد من بينها «أ»، «ب»، «س»، «د»، إلا أن أخطر هذه الأنواع هو التهاب الكبد الفيروسي من نوع «ب» و «س» ، بالنظر إلى مضاعفاتهما والتي تؤدي إلى تشمع الكبد و سرطان الكبد. ما هي أسباب الإصابة بها؟ هناك عدة أسباب لانتقال العدوى من شخص مريض إلى آخر سليم، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، استعمال الآلات الحادة كالإبر/الحقن، أو آلات غير معقمة، وكذلك الأمر بالنسبة لمواد الحلاقة واستعمال فرشة أسنان الغير. إلى جانب ذلك، هناك عوامل أخرى من قبيل تكدس الدهنيات، أو كيفية استهلاك وتناول الأدوية، وكذا تناول أعشاب مختلفة سامة، فضلا عن بعض الأمراض المناعية. هل يتعلق الأمر بمرض صامت أم له أعراض تدل عليه؟ إن عدم وجود علامات سريرية تدل على الإصابة بالمرض هو ما دفع إلى وصفه وتسميته بالمرض الصامت، وهنا تكمن خطورته، إذ قد لايتم اكتشاف المرض إلا بعد وصوله إلى مراحل متأخرة التي قد تتسبب في سرطان أو تشمع للكبد، وهنا أؤكد مرة أخرى على ضرورة القيام بالفحوصات بشكل دوري، لأنه كلما كان التشخيص مبكرا كلما كان التدخل أكثر نجاعة. كم يبلغ عدد المصابين بالمغرب، وهل يطال الذكور أكثر أم الإناث؟ للأسف ليست هناك إحصائيات وأرقام دقيقة ومضبوطة حول عدد الحالات في المغرب، إلا أن التحريات التي قامت بها جمعيتنا تشير إلى أن ما بين 2 و 3 في المئة من المغاربة هم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع «س»، وحوالي 6 في المئة من المغاربة هم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع «ب»، وهي أرقام، وإن كانت تقريبية، إلا أنها تدق ناقوس الخطر، وتؤشر على أن أعداد المرضى المصابين بأمراض الكبد هم أكثر عددا من أولئك المصابين بداء فقدان المناعة أو ما يعرف بمرض السيدا. ما هي أنواع العلاجات الممكنة، وهل هي في متناول الجميع؟ هناك عدة أنواع من العلاجات الفعالة ، والتي أثبتت نجاعتها ، كما هو الحال بالنسبة للعلاج الثنائي « bitherapie « الذي يستعمل فيه «أنتيرفيون» و «ريبافيرين»، إضافة إلى العلاج الثلاثي «tritherapie»، فضلا عن توفر دواء هو أكثر فعالية والذي تصل نسبته إلى 100 في المئة كنتيجة للشفاء، لكن تكلفته مرتفعة جدا والتي تصل إلى 120 مليون سنتيم، وهو ما ليس في متناول جميع الفئات والشرائح الاجتماعية، مما يتعذر معه على العديدين الحصول عليه. ما هي توصياتكم التي تؤكدون عليها؟ هناك عدة توصيات نحن حريصون على إبلاغها ونسعى لتحقيقها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، ضرورة أن يقوم المسؤولون عن القطاع الصحي وكذلك صناديق التغطية الصحية بواجبهم في هذا المجال، والعمل على توفير كل وسائل العلاج الموجودة للمواطنين وتمكينهم منها سعيا نحو العلاج والشفاء من المرض، الذي له تكلفة مادية ومعنوية على الفرد والمجتمع على حدّ سواء، وله تبعات نفسية كثيرة أيضا بكلفة باهظة هي الأخرى. إضافة إلى ذلك، فإننا نعمل ، من خلال مبادراتنا التحسيسية والتوعوية، من أجل تعريف أكبر شريحة من المواطنين بهذا المرض ، ونسعى لأن يصبح التشخيص المبكر مسألة تلقائية، لأن الممارسة الميدانية بينت لنا بأن خطورة هذا الداء هي غير معروفة بالشكل الكافي من قبل الجمهور العريض، وبالتالي فإن الهدف المنشود المتمثل في التشخيص المبكر، يتطلب تظافر الجهود والاستمرارية في العمل التحسيسي. قدموا لنا نبذة عن الجمعية التي ترأسونها؟ جمعية إغاثة مرضى التهابات الكبد الفيروسية، التي أنشئت سنة 2003 ، هي جمعية ذات منفعة عامة لاتهدف إلى الربح المادي، وتهدف إلى العمل على تحسيس الجمهور العريض ومهنيي الصحة بهدف مواجهة التهابات الكبد بصفة عامة والتهاب الكبد الفيروسي «س» بالخصوص، كما تقدم الدعم الحقيقي للأشخاص المصابين والسليمين وتكافح ليصبح العلاج قابلا للولوج من قبل أكبر عدد ممكن للمرضى. ومن بين الأهداف الأساسية للجمعية، العمل على إزالة الإحساس بالخوف والخجل من المرض بالنسبة لكافة الأشخاص، وقد ناضلت الجمعية من أجل أن تصبح التهابات الكبد الفروسية خاضعة للتكفل بالعلاج من طرف التغطية الصحية الإجبارية.